يعتقد نسبة متزايدة من قادة الأعمال الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي أن التكنولوجيا حلت محل الموظفين في عام 2023، وفقا لاستطلاع أجرته ResumeBuilder، على 750 من قادة الأعمال، بينما أفاد 44% بأنه سيكون هناك تسريح للعمال في عام 2024 نتيجة كفاءة الذكاء الاصطناعي.
ويأتي هذا التقرير في ظل تصريحات لإيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لـ «تسلا» ومالك منصة «إكس»، على أن الذكاء الاصطناعي سيوصل البشر إلى نقطة «لا حاجة فيها إلى وظيفة».
ولكن حتى وسط التقارير عن تسريح العمال بسبب الذكاء الاصطناعي، يختلف العديد من الخبراء مع وجهة نظر ماسك، وتدرك جوليا توثاكر، خبيرة السيرة الذاتية والاستراتيجية المهنية في ResumeBuilder، أن الأرقام الواردة في أبحاثها قد لا تعكس بدقة مشهد الأعمال الواسع، ولايزال هناك الكثير من المنظمات التقليدية والشركات الصغيرة التي لا تتبنى التكنولوجيا بالطريقة التي تفعلها بعض الشركات الكبرى.
وبحسب تقرير لـ CNBC الأميركية، اطلعت عليه «العربية Business»، يقدر أليكس هود، كبير مسؤولي المنتجات في شركة Asana لإدارة المشاريع والتعاون، أن نصف الوقت الذي نقضيه في العمل هو فيما يسميه «العمل حول العمل»، وهو يشير هنا إلى تحديثات الحالة، والتواصل بين الإدارات وجميع أجزاء العمل الأخرى التي ليست في جوهر العمل الأساسي.
ويقول إنه من دون الفروق الدقيقة وراء الأرقام، فإن الإحصائيات التي تحدد وتتنبأ بتسريح العمال بسبب الذكاء الاصطناعي تعكس الخوف أكثر من الواقع.
بدوره، قال مؤسس شركة Leet Resumes and Ladders مارك سينديلا، إنه مع معالجة الذكاء الاصطناعي للعمل القائم على المهام، فإن لدى البشر الفرصة للارتقاء في سلسلة القيمة.
ووفقا لتقرير Asana حول حالة الذكاء الاصطناعي في العمل 2023، يقول الموظفون إن 29% من مهام عملهم يمكن استبدالها بالذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، فإن «أسانا» من المؤيدين لما تسميه «الذكاء الاصطناعي المتمحور حول الإنسان»، والذي يسعى إلى تعزيز القدرات البشرية والتعاون، وليس استبدال الأشخاص بشكل مباشر.
ويشير التقرير إلى أنه كلما زاد فهم الناس للذكاء الاصطناعي الذي يركز على الإنسان، زاد اعتقادهم أنه سيكون له تأثير إيجابي على عملهم.
ويمثل الموظفون الذين يعملون في مكاتب White-Collar بين 19.6% و30.4% من جميع العاملين على مستوى العالم، وفقا للأمم المتحدة. لقد أعادت أدوات التحليل والتواصل توجيه العمل المعرفي على مر السنين، و«ينبغي اعتبار الذكاء الاصطناعي التوليدي تطورا آخر في هذه السلسلة الطويلة من التغيير».
ولكن اعتبارا من عام 2022، لايزال 34% من سكان العالم غير قادرين على الوصول إلى الإنترنت، لذا فإن أي محادثة حول تأثير الذكاء الاصطناعي على تسريح العمال وإعادة الهيكلة المحتملة للعمل يجب أن تتضمن أيضا مناقشة حول فارق أوسع بين من يملكون التكنولوجيا ومن لا يملكونها.