الرجال العظماء لا تنطفئ ذكراهم، وتبقى أعمالهم العظيمة تضيء مر العصور والأزمنة، والموت يغيب الجسد، ولا يمسح بسواده أفعال الجود والكرم البيضاء.
نواف الأحمد التواضع المتجسد في حاكم، والحاكم المتجسد في التواضع، إن الله بمصداق حديث نبيه الكريم عليه وعلى آله وصحبه خير تسليم، الذي رواه أنس رضي الله عنه قال: «مروا بجنازة فأثنوا عليها خيرا، فقال النبي ﷺ: وجبت، ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرا، فقال النبي ﷺ: وجبت، فقال عمر بن الخطاب: ما وجبت؟ قال: هذا أثنيتم عليه خيرا فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شرا فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض». متفق عليه.
وهذا نواف الأحمد تشهد له قلوب أهل البلاد وكل من على هذه الأرض الطيبة وخارجها من العباد، أنه فاعل للخير محب له، متواضع خوف وخشية من الله تعالى، فنشهد بالله أنه من أهل الخير والعفو والصفح الجميل.
وما أروع أن يوصف المرء بالعفو والصفح، فهذا فعل يد الكريم نواف، رحمه الله، عفا عن مجموعة كبيرة كانت تعتصر قلوبهم وأهلهم ومحبيهم ألما على حالهم خارج البلاد، فأعاد الشمل والوصل، وأراح قلوبا معلقة، ونفوساً مرهقة، وعيونا مرتقبة، أراحه الله في عليين مع السفرة الكرام البررة.
خير عزاء وخير مواساة حسبنا بربنا الكريم أن نواف خرج من داره إلى دار أعظم وأجمل، فهو عند العفو الكريم سبحانه، ورضانا بقضاء الله وقدره لعلمنا أن الله تعالى جواد كريم لن يبخل على نواف بجنات عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين.
إن قلوبنا تلهث وأيدينا ترتفع إلى البارئ عز وجل، أن يمنح صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الصحة والعافية ويواسيه في مصابه ومصابنا، وثقتنا بالله أولا ثم في سموه حفظه الله أنه على خطى أخيه، وعلى سمته بالعدل والأمانة والقوة، فخير ما استخلف القوي الأمين.
حفظ الله الكويت وأميرها وشعبها، وعظم الله أجرنا وكل الأمة الإسلامية بنواف الخير والعفو.