رحل سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، طيب الله ثراه وجعل الجنة مثواه، وقد تحلى بأخلاق الأمراء، وبرحيل مثله يحزن الشعب، وسوف يبقى أثره في قلوب الشرفاء والأوفياء والمصلحين والأنقياء.
لبست الكويت السواد، وساد الحزن كل البلاد، بعد إعلان وفاة والد الجميع، وهو رجل من أسمى الرجال، وأعفهم، وأخلصهم، وأعظمهم، وهو أمير العفو والتواضع والتسامح.
ليس سرا أنه عرف عنه حب المساجد، فعمرها في بلاده وحيث وجد المسلمون، وصلي عليه في المسجد الذي اعتاد ارتياده وإقامة الصلاة به، لتشهد عليه أبوابه وجدرانه.
كما عرف عنه العدل، فوقف مع المستضعفين والمظلومين ضد المتجبرين والظالمين، وآخرها الموقف المشرف والثابت والداعم للقضية الفلسطينية، الذي يتفاخر به كل الكويتيين، فسير الجسور الجوية بالإعانات والإغاثة، ونظم حملات التبرعات الشعبية وسمح بالاعتصامات الجماهيرية السلمية.
وعرف عنه التواضع للناس فازداد سموا ورفعة، وأحب لشعبه الصلاح والفلاح فبادله الشعب حبه، وكانت ابتسامته لا تفارق محياه لكل من يشاهده ويراه.
أما عن الإخلاص، فعمل سنوات طويلة في العمل العام، وامتلك قلوب كل من تعامل معه بتفانيه وتضحيته، وترك أثره في موقع في الكويت وسمائها وأرضها وبحرها.
وعرف عنه الطيبة والتسامح، فأصدر مراسيم عفو شامل وغير مشروط عن المهجرين والمسجونين، وأدخل السعادة والفرح في شوارع وبيوت سكنها الحزن لسنوات طويلة.
أسأل الله ان يعظم أجورنا ويحسن عزاءنا بفقيد الكويت، ويدخله في رحمته، ويغفر له ما تقدم من عمل، ويوسع مدخله، ويرفع منزلته، ويسكنه فسيح جناته.
وخالص العزاء لصاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وللأسرة الحاكمة والشعب الكويتي الشريف الذي يلتف حوله ويشد من أزره ويعينه على إكمال مسيرة الإصلاح والفلاح.
[email protected]