بينما كنت أهم بالعودة إلى الكويت وعند كاونتر شركة الطيران في مدينة اسطنبول التركية تلقيت نبأ وفاة سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، رحمه الله تعالى، وشاهدت الكثير من الكويتيين وقد أصابهم الوجوم والحزن الشديد، وعند ركوب الطائرة نعى الطيار سمو الأمير الراحل نعيا تخشع له القلوب، فما سر محبة الناس لسمو الأمير الراحل نواف الأحمد، رحمه الله؟ ولماذا أصبح سيد الموقف بهذه الطريقة؟!
الإجابة عن هذه الأسئلة لا توفيها كلمات قليلة، فالقريب من الله سبحانه وتعالى نجد له قبولا عند الناس، وهذا مصداق حديث النبي صلى الله عليه وسلم «إذا أحب الله عبدا نادى جبريل في السماء ان الله يحب فلانا فأحبوه وينادي جبريل عليه السلام في أهل الأرض ان الله يحب فلانا فأحبوه ويكتب له القبول في الأرض». لم يكن يعرف عن سمو الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد، رحمه الله تعالى، أنه شديد اهتمام بالمظاهر التي يهتم بها بعض الرؤساء والحكام في العالم، وانما اشتهر عنه، رحمه الله، التواضع ومحبة الناس.
ولا ننسى المبادرات الكبيرة لسموه، رحمه الله تعالى، والتي ختمت حياته، رحمه الله، وهي صفة من صفات الكرام ولا تأتي إلا من الرجال العظماء ألا وهي صفة العفو (فمن عفا وأصلح فأجره على الله)، وعندما أنجز هذا العفو الكريم جاءت الدعوات لسمو الأمير من قلوب صادقة، فكم جمع هذا العفو من عوائل وأمهات مع أبنائها. ولاتزال كلمات سموه، رحمه الله، الخالدة لصاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الصباح، حفظه الله ورعاه (المواطنين ورفاهيتهم) وان شاء الله فإن صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل خير خلف لخير سلف.
ان المواقف العربية للشيخ نواف خالدة فهو، رحمه الله، من أكمل حل الأزمة الخليجية السابقة، وكذلك ما نراه من مواقف صلبة للكويت تجاه قضية العرب الأولى فلسطين والقدس الشريف ما هي إلا بتوجيهات مباشرة من القيادة السياسية، وما طائرات الإغاثة التي تجوب سماء العالم لتصل المساعدات إلى غزة تحديدا إلا بتوجيهات سموه، طيب الله ثراه وجعل الجنة مثواه.
رحم الله سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد وأسكنه فسيح جناته.. (إنا لله وإنا إليه راجعون).