ودعت الكويت والأمتان العربية والإسلامية بل والعالم أجمع قائدا فذا وشخصية تركت بصمة في سجل الإنسانية ونموذجا للحاكم المتواضع الخلوق الذي لم يجعل بينه وبين شعبه أي فاصل من أي نوع. لقد فارقنا أميرنا الراحل الحبيب سمو الشيخ نواف الأحمد وسط انات الشعب الكويتي المكلوم على رحيل الوالد والقائد الذي بادلهم حبا بحب، في مواصلة لمسيرة آل الصباح الكرام الذين ارتضيهم الكويتيون ليقودوا سفينة الوطن بكل كفاءة واقتدار وتقارب بين الحكام والمحكومين.
ولفقيدنا الراحل باع طويل في خدمة الكويت وأهلها، حيث بدأ عمله السياسي قبل 60 عاما في فبراير 1962 عندما تولى منصب محافظ حولي حيث تمكن من تحويل المحافظة التي كانت عبارة عن قرية إلى مدينة حضارية وسكنية وتولى مسؤولية المحافظة 16 عاما ثم تولى وزارة الداخلية خلفا للأمير الوالد الراحل الشيخ سعد العبدالله الذي تولى ولاية العهد ثم تولى منصب وزارة الدفاع عام 1988 وقام بتطوير وزارة الدفاع وأمدها بكل الإمكانات من أسلحة حديثة لتقوم بواجبها.
وكان الأمير الراحل رمزا للأمة وراعيا للوطن وقائد مسيرة النهضة والتنمية. وعن مآثر أخلاق سمو الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد، رحمه الله، فقد كانت كثيرة، ومنها التسامح والتواضع والعفو عند المقدرة، وكان يحث دائما في خطاباته على التعاون بين السلطات التشريعية والتنفيذية خدمة للوطن والمواطن وكان، رحمة الله عليه، زاهدا في هذه الدنيا محبا للعبادة وعمل الخير إرضاء لله سبحانه وتعالى. كما أفنى سمو الأمير الراحل حياته خدمة لوطنه في اي مسؤولية تولاها، كما شهدت فترة حكمه انجازات كثيرة وشهدت الكويت في عهده نموا واضحا في جميع الاصعدة وإصلاحات اقتصادية. وقد نعته جميع دول الخليج والدول العربية والأجنبية معددة مناقب سموه، رحمه الله وطيب ثراه.
إن مصابنا جلل في رحيل أميرنا الشيخ نواف الجابر الأحمد الصباح الذي كان قمة في التواضع مع الصغير ويحن على الكبير.
وفي هذا المقام ندعو الله الحنان المنان واسع الغفران أن يغفر لأميرنا الراحل الشيخ نواف الأحمد، اللهم ارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وأبدله دارا خيرا من داره وأعذه من عذاب القبر وعذاب النار وأنزله منازل الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا، واجعل قبره روضة من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النار وافسح له في قبره مد نظره وافرش قبره من فراش الجنة واملأ قلبه بالنور والفسحة والسرور ويمّن كتابه ويسر حسابه وثقل بالحسنات ميزانه وثبت على الطراط قدميه وأسكنه في أعلى الجنات في جوار نبيك المصطفى وأمنه من فزع يوم القــيامة ومـــن هول يوم القيامة واجعل نفسه آمنة مطمـــئنة ولقنه حجته واحشره مع أصحاب اليـمين واجعل تحيته فسلام لك من أصحاب اليمين.
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد وشعبها ومن عليها من المخلصين من كل مكروه، اللهم آمين.
وعظم الله أجركم جميعا.
[email protected]