لقد اختار رب العالمين أميرنا ووالدنا الشيخ نواف الأحمد ليكون في جواره وفي رحابه.. وليدخله بإذنه تعالى الفردوس الأعلى مع الصالحين الأبرار..
لم تكن لي مفاجئة تلك الرسائل التي تردني من الأصدقاء في معظم دولنا العربية وكل يعرب عن عزائه القلبي لرحيل والدنا الحبيب سمو الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد.. الذي كان يحب أهله من أهل الكويت ولم يكن يوما قد رد أي طلب لأي مواطن كويتي، كان حريصا على أن يلبي ويعالج كل شكوى لأي مواطن طوال فترة توليه وزارة الداخلية. وبعد أن تولى الإمارة كان أكثر حرصا على لقاء أهل الكويت والابتسامة تعلو شفتيه فرحا بلقائهم.. كان يحب الأطفال وينزل ليقبلهم وعرف عنه التسامح والعفو.. كان يساعد من صدر حكم قضائي بسجنه ويحاول أن يخفف عمن يستحق، لقد عاصر ولازم أميرين سابقين اشتهرا بالحنكة والقيادة فزاد لديه ما تعلمه منهما من الحكمة في إدارة السلطة والقيادة، وكان سموه حريصا دوما على التوجيه بإنجاز قضايا الناس بالحكمة والاهتمام بالمشاريع التنموية لصالح الناس..
ورغم المرض الذي داهمه فإنه كان حريصا على متابعة شؤون البلاد عند لقائه صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد عندما كان وليا للعهد ويسعى لتوجيهه لأن يكون تعامله مع الناس بالتسامح ومساعدة من يشعر بالظلم..
هذا هو أميرنا الراحل الشيخ نواف الأحمد الصباح الذي كان حريصا على أداء صلواته في المسجد وكثيرا ما شاهده أهل العديلية عندما كان يسكن بها في المسجد لأداء الصلوات وحتى صلاة الفجر، وكان يفضل أن يتوجه إلى المسجد الذي يقع قرب منزله بالعديلية مشيا على القدمين وكان عندما يدخل المسجد يستقبله المصلون فيقف ليسلم عليهم بالمصافحة ويقبل الأولاد الصغار..
هذه هي سيرة أميرنا ووالدنا الشيخ نواف الأحمد، لذلك أحبه أهل الكويت ولمسوا فيه التواضع والتسامح وحتى في السياسة الخارجية لقد ترك أثرا طيبا من خلال لقاءاته مع رؤساء الدول العربية والأجنبية، لذلك كل الدول العربية والصديقة شاركت في تقديم واجب العزاء في وفاة الأمير المتواضع..
دعاء للمغفور له بإذن الله سمو الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد الصباح طيب الله ثراه:
«اللهم آنسه في وحدته وفي وحشته وفي غربته، اللهم أنزله منزلا مباركا وأنت خير المنزلين، اللهم أنزله منازل الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة، اللهم أبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله، اللهم اجزه عن الإحسان إحسانا وعن الإساءة عفوا وغفرانا، اللهم أدخله الجنة من غير حساب ولا سابقة عذاب»..
والله الموفق.