قال وزير الاتصال الحكومي والناطق باسم الحكومة الأردنية مهند مبيضين أمس، إن بلاده تواجه «حربا عابرة» مدعومة من قوى إقليمية على الحدود مع سورية، وذلك تزامنا مع اعلان الجيش الأردني أمس إحباط محاولة تهريب أسلحة ومخدرات بعد اشتباكات مع مهربين مسلحين على الحدود الشمالية.
وصرح مصدر عسكري أردني بأن اشتباكات استمرت لعدة ساعات صباح امس، بين قوات حرس الحدود الاردنية ومجموعات مسلحة على الحدود الشمالية للمملكة، وأنها أسفرت عن احباط تهريب كميات كبيرة من المخدرات والأسلحة الأوتوماتيكية والصاروخية.
وأكد المصدر أنه تم طرد المجموعات المسلحة إلى الداخل السوري، فيما وقعت عدة إصابات بين أفراد قوات حرس الحدود الأردنية وحالتهم الصحية بين الخفيفة والمتوسطة.
وأوضح أن الأيام الماضية شهدت ارتفاعا في عدد هذه العمليات وتحولها من محاولات عمليات تسلل وتهريب إلى اشتباكات مسلحة، بهدف اجتياز الحدود وبالقوة من خلال استهداف قوات حرس الحدود.
وبين المصدر أن هذه الاشتباكات تأتي استمرارا لما تقوم به هذه المجموعات المسلحة منذ أيام والتي أسفرت عن مقتل عدد من المهربين والقبض على أحدهم ومقتل أحد أفراد القوات المسلحة وإصابة آخر.
ونقلت صحيفة «الغد» الأردنية عن مصدر عسكري أن هناك تطورا في التكتيكات المتبعة لدى المهربين، إضافة إلى تطور الأسلحة المستخدمة بين أوتوماتيكية وإطلاق قذائف صاروخية، ما يشير إلى أنهم ليسوا مهربي مخدرات، وإنما ميليشيات مسلحة، لها أجندات سياسية وأهداف أمنية من محاولاتها اجتياز الحدود، معتبرا أن تكثيف الميليشيات هجماتها على الحدود هو لغايات إشغال الأردن عن القضية الفلسطينية وحشوداتها العسكرية على الحدود الغربية كخطوة استباقية لمنع التهجير الذي يسعى إليه العدوان الإسرائيلي.
وقال الوزير مبيضين إن تصاعد مواجهات الجيش الأردني على الحدود الشمالية مع سورية، في الآونة الأخيرة، نتاج «الفوضى الموجودة وانفلات السلطة، الذي يؤدي إلى نمو وسيطرة بعض الميليشيات والجماعات، التي تقود حربا إقليمية وتصدر المخدرات للأردن وتريد أن تصدرها لدول الخليج ودول عربية»، وفق قوله.
وبحسب موقع «CNN بالعربية»، أفادت مصادر بأن الأسلحة الصاروخية التي حاولت المجموعات تهريبها كانت عبارة عن أسلحة من نوع «آر بي جي» وهي المرة الأولى التي تحاول فيها هذه المجموعات تهريب هذا النوع من الأسلحة إلى الأردن.
وتعليقا على الاشتباكات، قال مبيضين: «الأردن هو الهدف وما وراء الأردن هو الهدف من القائمين على عملية تهريب المخدرات. هي إشكالية كبرى ليست أردنية فقط بقدر ما هي مشكلة إقليمية وجزء من الصراع الذي تقوده هذه الميليشيات المدعومة من قوى إقليمية وهي تستهدف للأسف أمن واستقرار الأردن».
وتابع المبيضين «أبلغنا إيران بضرورة وقف عمليات التهريب من قبل ميليشياتها بسورية». وفيما بدا أطول وأعنف اشتباك استمر حتى ساعات بعد الظهر، صرح مصدر عسكري مسؤول لاحقا بأن قوات حرس الحدود استطاعت إلقاء القبض على تسعة مهربين كانوا مع المجموعات المسلحة، وتم ضبط صاروخ نوع روكيت لانشر عدد (4)، وصاروخ نوع آر بي جي عدد (4)، وألغام ضد الأفراد عدد (10)، وبندقية قنص نوع جي3، وبندقية نوع م16 مجهزة بمنظار قنص، وتدمير سيارة محملة بالمواد المتفجرة، إضافة إلى ضبط كميات كبيرة جدا من المواد المخدرة، يجري العمل على حصرها لتحويلها إلى الجهات المختصة.
وأكد المصدر أن التحقيقات الأولية لهذه العمليات والمضبوطات تشير إلى أنها تستهدف الأمن الوطني الأردني، وأن القوات المسلحة تتابع تحركات المجموعات المسلحة وما تهدف إليه من محاولات لزعزعة الأمن الوطني وستقوم بكل ما يلزم لردعها وملاحقتها أينما كانت، مشيرا إلى أن القوات المسلحة مزودة بمنظومة أمن حدود متطورة عالية الجاهزية من أجل التصدي لكل محاولات اجتياز الحدود الأردنية والاقتراب منها.