إحباط كبير يخيّم على كبار السن من المتقاعدين في دولتنا الكريمة ممن تجاوزوا الـ 70 ربيعا، بعد أن تم استبعادهم وتهميشهم من أحقية الحصول على قرض حسن أسوة بغيرهم، ولا نعلم لذلك مبررا منطقيا أو حجة موضوعية تدعو إلى هذا التمييز والتفرقة بين شريحة من خدموا بلدهم عقودا من العمر.
كثير من الإخوة في مجلس الأمة دعموا مكتسبات المتقاعدين وتحقيق سبل العيش الكريم لهم وتوفير ما تتطلبه هذه المرحلة العمرية من العناية الصحية، والرعاية الاجتماعية، والبيئة الرياضية، والاهتمام النفسي، وذلك بالتوازي مع توجيهات سامية بإنشاء نواد صحية وترفيهية لهذه الشريحة العمرية المهمة في المجتمع.
ورغم هذه الخطوات والتحركات التي تشعل الأمل في قلوب هؤلاء وأنا واحد منهم، إلا أنهم شعروا بالتمييز عندما قيل لهم: إن القرض الحسن لا يمنح لمن بلغ السبعين من العمر وأنه يقتصر على من دون هذا السن، وهو أمر يثير الغرابة والعجب، فما معنى أن تكون هناك تفرقة في أعمار المتقاعدين؟ أليسوا جميعا تحت مظلة «التأمينات الاجتماعية»؟ ولماذا يحرمون من هذا الحق ويمنح لغيرهم طالما أن الجميع سواء في الحصول على الرواتب التقاعدية مهما بلغ عمره وحتى لو انقضى أجله؟
إن جمهور المتقاعدين من كبار السن يعيشون قهر الرجال بسبب ذلك، ويتطلعون إلى إعادة صياغة النظرة في التعامل مع المتقاعدين كشريحة واحدة، ويضعون أملهم بعد الله في إخوانهم نواب مجلس الأمة ومسؤولي التأمينات الاجتماعية لإنصافهم ورفع معاناتهم.
كم من متقاعد تجاوز العقود السبعة من عمره يحتاج إلى سيولة نقدية من أجل أن يزوج ابنه أو يرمم بيته أو يغطي احتياجاته، فمن أين يغطي هذه المصاريف إن لم تكن مؤسسة التأمينات الاجتماعية له بعد الله ظهيرا ومعينا؟
نحن نعيش في دولة خير بفضل الله، وما نحتاجه هو الرأفة والرحمة بهذه الشريحة التي لا تشكل عبئا على الحكومة، ما نطلبه هو وقف التمييز بين أعمار المتقاعدين في الحصول على القرض الحسن وعلى المميزات الأخرى، فرواتب التقاعد مكنوزة كلها في مؤسسة التأمينات، ولا شيء يفزع من منح السبعيني ومن هو أكبر منه قرضا حسنا يستعين به على ظلف العيش وخشونته، وعلى ارتفاع الأسعار وغلاء المتطلبات اليومية، وكثرة الالتزامات الأسرية.
كلمة أخيرة: ما نأمله من أخينا معالي وزير المالية الموقر أن يعاد النظر في ضوابط منح القرض الحسن من قبل التأمينات الاجتماعية، وأن تصاغ هذه المعايير ممزوجة بالتلطف والسلاسة مع كبار السن من المتقاعدين، وأن تقر أعينهم بمساواتهم مع نظرائهم بعد أن تعشموا خيرا بالتحركات الأخيرة لصالح المتقاعدين.