تستمر مسيرة الخير والعطاء لكويتنا الغالية مع بداية عهد جديد استهله صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله ورعاه، بأداء اليمين الدستورية وفق المادة 60 من الدستور وبخطابه السامي الشامل والجامع أمام مجلسي الأمة والوزراء تحت قبة عبدالله السالم، وحرص سموه على مصلحة الكويت من خلال وضع سموه النقاط على مكامن الخلل والتنبيه إلى الاستحقاقات الوطنية التي كان ينبغي على السلطتين التشريعية والتنفيذية القيام بها لصالح الوطن والمواطنين والتي لم نلمس أي تغيير أو تصحيح للمسار، وكذلك تعبير سموه، حفظه الله ورعاه، عن الحزن والألم نتيجة سكوت أعضاء السلطتين عن العبث المبرمج واجتماع كلمتهما على الإضرار بمصالح البلاد والعباد وما حصل من تعيينات ونقل في بعض الوظائف والمناصب، وملف الجنسية وملف العفو وملف رد الاعتبار وغيرها.
نعم، شدد أميرنا المفدى على مسار الإصلاح، حيث قال سموه: «وكأن الأمر أصبح بهذا السكوت يمثل صفقة تبادل المصالح والمنافع بين السلطتين على حساب الوطن ومصالح المواطنين»، وحقيقة علينا جميعا كمواطنين الالتفات إلى كلمات صاحب السمو والالتزام ما حملته من شفافية ونهج بناء لتحقيق العدالة وحفظ الحقوق وضمان السير على الطريق السليم في بناء كويتنا واستمرار نهضتها الحقيقية، وأن نكون جميعا سندا لسموه في جميع مواقع العمل من خلال الإنجاز والاقتداء بتوجيهاته.
كما أن تركيز سموه على التمسك بالوحدة الوطنية نابع مما يشعر به سموه من تأثير الأزمات والتحديات والأخطار المحيطة بنا، وقول سموه: «علينا اليوم ونحن نمر بمرحلة تاريخية دقيقة ضرورة مراجعة واقعنا الحالي من كافة جوانبه خصوصا الجوانب الأمنية والاقتصادية والمعيشية والتي هي وصية أميرنا الراحل طيب الله ثراه».
إن تأكيد صاحب السمو الأمير على أهمية القرب من الجميع «علينا كقيادة سياسية أن نكون قريبين من الجميع نسمع ونرى ونتابع كل ما يحدث من مجريات الأمور والأحداث»، وعهد سموه بالتمسك بالدين الحنيف وبالثوابت الوطنية والدستورية وحمل لواء احترام القانون وتطبيقه لمحاربة الفساد وأشكاله إنما يجسد الحرص على مصالح الوطن والمواطنين ومعاني الحفاظ على الكويت عزيزة شامخة، وهذا من نعم المولى عز وجل التي أنعم بها على الكويت وشعبها بأن رزقهم بقيادة منهم يفرحها ما يفرحهم ويحزنها ما يحزنهم وهذا عهدنا بآل الصباح الكرام منذ توليهم مقاليد الإمارة، وهذا ما لمسه الآباء والأجداد ونعيشه نحن اليوم، فهنيئا لنا بقيادتنا وبأميرنا، ونسأل الله تعالى أن يتغمد أميرنا الراحل الشيخ نواف الأحمد بواسع رحمته ويدخله فسيح جناته، ونقول لصاحب السمو الأمير مبارك علينا وعلى شعبنا أمير الخير ورافع راية التنمية.. ونفخر بمبايعة سموكم «على السمع والطاعة».