هل أستدين؟
إذا أردت ان اجاهد بالمال مادمت لا استطيع الجهاد بالنفس ولكن لا املك المال فهل يجب ان استدين وأدفعه للمجاهدين في غزة او فلسطين او لا يجب؟
٭ يجب عليك عدم الاستدانة لتدفعها بنية الجهاد بالمال؛ لأن هذا مما لا تستطيعه، ولا يكلف الله نفسا الا وسعها، ولكن اذا تداينت ودفعتها بهذه النية فأنت اديت ما لم يكن واجبا عليك، فلك اجر من وجبت عليه او وجب عليه الجهاد بالمال لوجود المال عنده.
لا يجوز شراؤها
بعض الفواكه تأتي من اسرائيل عن طريق دول اخرى ونحن في الغرب توجد عليها علامة المصدر من اسرائيل فهل يجوز شراؤها اذا علمنا انها من ارض فلسطين سواء كتب عليها او لم يكتب وإنما معروف انها من تسويق شركات يهودية مباشرة من ارض فلسطين؟
٭ اذا علمت بطريق موثوق مثل العلامات التجارية او اذا كنت في بلد غير عربي او اسلامي فيكتب عليها ان هذه الفواكه من اسرائيل او شركات تتبنى يعني شركات يهودية لكن تكتب بأسماء اخرى لتسويق بضائعها فلا يجوز شراؤها، لأنها ترجع الى ارض مغصوبة، فالشراء محرم من جانبين: اولا: انه من ارض مغصوبة، وهي ارض مقدسة فيها بيت المقدس والمسجد الاقصى، ومن جانب آخر الشراء فيه إعانة لدولة محتلة بيننا وبينها حرب والله تبارك وتعالى يقول: (ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) فهذه الفواكه مادامت موجودة بعينها عند هؤلاء الغاصبين فحكمهم حكم السارق فلا يحل شراؤها منه، ولا اكل من هذه الاطعمة ولا لبسها ان كان ثيابا، ولا قبول شيء منها حتى ولو قدم لك هدية، فهذا حكم الغاصب، يعني يحرم شراء البضائع المسروقة والمغصوبة، ولا يجوز ان تعين على بيعها او تسويقها فهذا مال محرم لعينه والذي لا يجوز ان يتملكه ولو بطرق مشروعة كالشراء والهبة والميراث.
يكتب مع الشهداء
هل يعذر الشباب المسلم الذي يرغب وبشدة وشوق ان يدخل فلسطين ويطلب الشهادة ولكنه لا يستطيع الدخول الى فلسطين هل يعتبر مجاهدا بنفسه في سبيل الله وليس مجاهدا بالمال حسب نيته؟
٭ لا يعتبر مجاهدا بالنفس حتى يتمكن من الجهاد بالنفس فعلا ويبذل نفسه ويستشهد، فيكتب حينئذ مع الشهداء وإنما يعتبر مجاهدا بالمال اذا دفع المال بنية الجهاد ومعاونة ومؤازرة المجاهدين؛ لأن المال وصل اليهم واستعانوا به ودفع المال من الجهاد لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من جهز غازيا فقد غزا» فالمال هو عصب الحروب دائما وجهاد المال جهاد وأي جهاد، فقد ورد في كتاب الله ان الجهاد بالمال مع الجهاد بالنفس في عشرة مواضع تسعة منها يقدم الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس، وهذه المرة الواحدة اقتضاها سياق الآية: (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة) فقدم النفس هنا لأن السياق يقتضي ذلك، فالنفس هنا هي محل العقد، فالمجاهد يشتري ما عند الله من الجنة فيدفع نفسه لها لرضا الله واستجابة لأمره.