أهلا بالأمير السابع عشر لهذا الوطن الحبيب.. أهلا بعصر جديد وعمر مديد وعود حميد مزهو بالتفاؤل بغد مشرق لدرة الخليج... أرفع لكم يا سيدي صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد أسمى آيات التبريكات والتهاني، والفرحة والأماني بمناسبة توليكم مقاليد الحكم، ورحم الله أميرنا الراحل سمو الشيخ نواف الأحمد وأسكنه فسيح جناته.
استهللتم يا صاحب السمو عهدكم الميمون بخطاب «سامي»، انتهج المباشرة والوضوح، فلامس قلوب الشعب، ووضع إصبعه على الجرح الغائر، وأيقظ المسؤولية النائمة في سبات عميق لدى كثير من مسؤولي الدولة، فالحزم يترقبهم أينما كانوا، والعدسات السامية ستلاحق كل مقصر بحق الوطن والمواطن، ففي هذا العهد لا مكان للمفرطين ولا للنائمين ولا للمتهاونين ولا للفاسدين، والكفاءة والإخلاص والولاء للوطن هي ميزان المرحلة، شاء من شاء وأبى من أبى.
خطابكم السامي يا سيدي حرك المياه الراكدة وأنعش القلوب العطشى لمستقبل واعد لدولتنا الكريمة، ولن نحلم بهذا العهد دونما نهج إصلاحي جاد يتخذ من أصحاب الأيادي النظيفة أعوانا للبناء والازدهار، ويستبعد الفاسدين والمفسدين عن المشهد الجديد الذي سيعيد الكويت درة تتلألأ في محيطها وإقليمها، وبين نظيراتها كما كانت قبل عقود من الزمن.
ما سمعناه من كلمات أكد لنا أن صاحب السمو لديه رصيد كبير من الخبرة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فهو مستمع رائع، ومراقب مميز لما يحدث في دهاليز السياسة الداخلية وتحت قبة البرلمان وداخل قصر السيف، حيث السلطتان التشريعية والتنفيذية تضطلعان بمسؤوليات تجاه هذا الوطن، ولم يكن غائبا عن كل ما جرى ويجري. واليوم، آن للمطلع الحاذق حفظه الله أن يكون لاعبا رئيسيا في تنمية البلاد ونهضتها الشاملة وحفظ أمنها واستقرارها، وتحقيق الرخاء والعيش الكريم لجميع مواطنيها.
كما أستذكر اليوم زيارات صاحب السمو الخارجية، والتي كان آخرها زيارته قبل أشهر قليلة إلى الصين، واطلاعه على رؤى الدول العظمى في دعم اقتصادها وتعزيز موقعها في خارطة العالم، فكانت زيارة زاخرة بنماذج رائعة من التطور والازدهار، والتي نعتقد بأن صاحب السمو لن يقبل بمستويات أقل منها.
كلمات صاحب السمو أثلجت الصدور ولاقت الرضا والقبول والثقة والتأييد، وعززت هيبة البلاد. وما بعد الكلمات أكثر وقعا وتأثيرا بإذن الله تعالى.. فاستبشروا يا أهل الكويت خيرا بعهد جديد لا يعكر الفساد صفوه، ولا المفسدون جماله.
سِرْ يا صاحب السمو على بركة الله، حاكما مظفرا، وربانا محنكا، فقد بايعناك على السمع والطاعة في الشدة والرخاء والمنشط والمكره، فخلفك شعب مخلص ومحب ووفي.
اللهم وفق أميرنا لما تحب وترضى.. واجعل على يديه خير البلاد والعباد.. وهيئ له البطانة الصالحة الناصحة التي تعينه على الخير.. إنك سميع قريب مجيب.