النطق السامي لصاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد قوبل بترحاب كبير من أبناء الكويت والنخب السياسية والاجتماعية وسط إشادات واسعة لما تضمنه هذا الخطاب التاريخي من التركيز على أسس ومبادئ محاربة الفساد ومحاسبة المقصر والفصل بين السلطات.
وقد وضع هذا الخطاب السامي الأمور في نصابها الصحيح، كما عرف عن صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الحزم، وندعو الله جميعا أن يكون خير خلف لخير سلف. وقد كان خطاب سمو الأمير مباشرا ويتصف بالصراحة، وكان عدم الرضا واضحا على السلطتين التشريعية والتنفيذية لما قال سموه إنه إضرار بمصالح البلاد والمواطنين كما حصل من تعيينات ونقل في بعض الوظائف والمناصب بما لا يتفق مع أبسط معايير العدالة والانصاف وما حصل في ملف الجنسية من تغيير للهوية الكويتية وما حصل في ملف العفو وما ترتب عليه من تداعيات وما حصل من تسابق لملف رد الاعتبار لإقراره، وما أضافه سموه من أن ما يزيد الحزن والاسى سكوت اعضاء السلطتين عن هذا العبث المبرمج لهذه الملفات حتى اصبحت صفة شرعية.
وقد جاء قرار سموه مكتوبا بوقف جزء من هذا العبث من خلال وقف قرارات التعيين والترقية والنقل والندب على أن يتم التعامل مع باقي الملفات الاخرى فيما بعد بما يحقق مصالح البلاد العليا. وقد قال سموه في بداية خطابه السامي ان في العين دمعة وفي القلب غصة وحسرة وفي النفس لوعة وحرقة وان الكلمات لتعجز عن التعبير عما يختلج في خاطري بمشاعر الحزن والاسى على فراق اخي ورفيق عمري، واستذكر سموه بكل معاني الفخر والاعتزاز ما قدمه سمو الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد من إنجازات متميزة وما سجله من دور أبوي وإنساني بارز ومشرف، رحمة الله عليه، حيث أعطى بلا حدود من غير منة وتفرد في تواضع شامخ، فكان بحق شيخ التواضع والمتواضعين.
قد تعهد سموه بأن يكون المواطن المخلص لوطنه وشعبه الحريص على مصالح البلاد والعباد المحافظ على الوحدة الوطنية المتمسك بالدين الحنيف والثوابت الوطنية والدستورية ومحاربة كل صور الفساد وأشكاله وأن نحافظ على التزاماتنا الخليجية والاقليمية والدولية، والأزمات والتحديات محيطة بنا، والحكمة تقتضي منا ادراك عظم وحجم المسؤولية، والوحدة الوطنية ضمانة البقاء، ونحن نمر بمرحلة تاريخية دقيقة، وضرورة مراجعة واقعنا الحالي من كل جوانبه الامنية والاقتصادية والمعيشية والحوار وتبادل الرأي والمشورة والنصيحة والسعي لإشاعة اجواء التفاؤل وروح الامل والمحاسبة الجادة في اطار الدستور والقانون عن الاهمال والتقصير والعبث بمصالح الوطن والمواطنين.
نسأل الله أن يعين صاحب السمو الأمير على تحمل هذه المسؤولية، ونسأل الله سبحانه وتعالى ان نشهد في عهده ما يتطلع اليه شعب الكويت من عز ورخاء.
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها ومن عليها من المخلصين من كل مكروه، اللهم آمين.
[email protected]