على الرغم من اعتراف تركيا وعدد من الدول الأوروبية بشهادات المرحلة الثانوية الصادرة عن الحكومة السورية، إلا أن الدول نفسها لم تعترف حتى الآن بالشهادات الجامعية في الشمال السوري، ما يدفع الطلاب في المنطقة لإطلاق حملات دورية تطالب المعنيين بإيلاء أهمية كبيرة للملف ووضعه على طاولة وزارات التربية والتعليم في تركيا وبقية الدول كلما سنحت الفرصة.
وتسلل الأمل إلى الطلبة عندما أعلنت «جامعة حلب في المناطق المحررة» في 29 من سبتمبر الماضي، حصولها على اعتماد من قبل مجلس التعليم العالي التركي، أضيفت على إثره إلى قائمة الجامعات المعتمدة لدى الأخير في الخارج، إلا أن الاعتراف كان منقوصا، ليتم طي الملف بعد ذلك دون صدور تعليق رسمي يوضح مسببات عدم اكتمال الاعتراف.
وأطلق طلاب في الشمال السوري حملة إعلامية بعنوان «الاعتراف حقي»، لتسليط الضوء على معاناتهم بسبب عدم الاعتراف الدولي بالجامعات التي يدرسون فيها لأسباب سياسية وقانونية، ما يجعل من الشهادات التي يحصلون عليها بعد التخرج «حبرا على ورق»، على حد وصفهم.
وقالت منسقة الحملة، بشرى عودة، إن «الاعتراف حقي» حملة إعلامية «تحمل هم طلبة الشمال السوري في ملف جامعاتهم غير المعترف عليها، بدأت شرارتها في الرابع والعشرين من تشرين الثاني، شرارة تحمل صوت آلاف من الطلبة الجامعيين الذين مازالت شهاداتهم حبرا على ورق، ومازالت جامعاتهم تعاني حتى اللحظة من أزمة الاعتراف والاعتمادية لأسباب سياسية وقانونية، علما أن الاعتراف حق يفترض بأن المواثيق الدولية تضمنه، لكنه يسلب من الطلاب لموقفهم المعارض للظلم».
وأضافت عودة بحسب موقع «تلفزيون سوريا»: «في حملتنا هذه نحمل صرخة الطلبة مجهولي المصير بشهاداتهم الجامعية غير المعترف بها دوليا، في محاولة منا لتسليط الضوء على معاناتهم ما استطعنا لذلك سبيلا، ورسالتنا من هذه الحملة هي رسالة الطلبة أنفسهم: حق التعليم مقدس.. والحق يؤخذ ولا يعطى».
وذكرت أن الهدف من تسليط الضوء إعلاميا على قضية عدم الاعتراف بالشهادات الصادرة عن جامعات الشمال السوري، هو إيصال صوت الطلبة ومعاناتهم إلى جهات إعلامية عالمية، في محاولة لوضع الملف تحت الضوء، خاصة أن «كثيرا من السوريين في بلاد الاغتراب لا يعلمون عن هذه القضية الملحة شيئا، فما بالكم بغير السوريين الذين لم يسمعوا شيئا عن هذا الملف المغيب عن الساحة الإعلامية، من حيث التغطية الإعلامية، وسرد قصص ومعاناة طلبة الجامعات في الشمال السوري»، بحسب وصفها.
وبشأن الجهات القائمة على الحملة، قالت عودة: «نحن مجموعة من الطلبة السوريين الموجودين في الداخل والخارج، يجمعنا إيماننا بحق الطلبة في جامعات الشمال السوري لنيل الاعتراف بشهاداتهم الجامعية، تجمعنا بشكل تطوعي ومستقل لكوننا نؤمن بأن التعليم من أقدس الحقوق».
وتابعت: «نستهدف في هذه الحملة كل شخص لا يعلم بهذه القضية، وكل جهة تؤمن بحق التعليم وقداسته، وكل جهة إعلامية عربية وعالمية، لنوصل صوتنا ورسالتنا، ونرفع ملف طلبة الشمال السوري إلى الضوء».
وعن الخطط المقبلة التي تعمل عليها الحملة أجابت منسقتها أن الخطة تشمل «تكثيف المحتوى الإعلامي لحملتنا، وسرد القصص على لسان أصحابها، قصص نجاحهم وتميزهم الأكاديمي، الممزوج بمعاناتهم التي تفوق قدرتهم على حلها، وبناء قاعدة معرفية كاملة تحيط ملف جامعات الشمال السوري بكل جهاته وخفاياه».