المتابع للحركة الأدبية في الكويت يرصد بسهولة قلة المبدعين والأدباء الكويتيين، بعكس فترات الازدهار الأدبي في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.
ولعل هذا الأمر يعود بالصورة الأولى إلى اختلاف مفهوم الثقافة والمثقف، فالشخصيات العاملة سابقا في الأدب كانت أهلا للعمل به، فبحكم الدراسة والتواصل نجلس متشرفين مع الأساتذة الكبار قدرا وعمرا، المتواضعين كالصغار أمام العلم والمعرفة، لكن بعض متسلقي الثقافة والأدب يعتقد من أول رواية أو ديوان أنه نجيب زمانه طائي أقرانه.
أعتقد أن المشكلة تكمن في الهدف والغاية، فهدف الكثير من متسلقي الثقافة الشهرة، وغايتهم التزلف والوصول، لا همهم أدب ولا شغلت بالهم قضايا أمة، ولا تعنيهم هموم مجتمع، لأنهم ببساطة لا يمثلونه بل يمثلون عليه.
نؤكد أن المجتمع الثقافي يعاني التردي، لكن البكاء على اللبن المسكوب ولعن الظلام لن يوصلنا لشيء، فالوقوف والاعتراف بضياع البوصلة الثقافية أول العلاج. وإعادة إبراز المثقفين الحقيقيين الحاملين لهموم وقضايا الأمة، العارفين لقيمة الكلمة، المبتكرين برسم الحروف والمبدعين بتشكيل التشكيل، لتشكيل صف جديد يكمل مسيرة الثقافة الكويتية التي لو استمرت بهذا السوء ستذوب كما ذابت لؤلؤة الخليج، لعلها تعود.