.. يا فتاح يا عليم.. يا رزاق يا كريم، يبدو أننا سنصبح «متعودين.. دايماً» (بصوت عادل إمام)، على ما يحدث معنا وحولنا من كوارث «صناعية».
لم تكتف 2023 بما كابدناه معها، فأبت أن ترحل قبل أن تفرغ فينا كل ما في جعبتها من سهام حتى لم نعد نتصور أن تدخل علينا 2024 بمفاجآت مستحدثة!
وكأننا لا يكفينا اشتعال حدود مصر الأربعة حتى «يبشرنا» مجلس الوزراء الموقر بفشل الاجتماع الرابع والأخير من مسار مفاوضات «سد النهضة» بين مصر وإثيوبيا والسودان ووصف المفاوضات بأنها لم تسفر عن أية نتيجة نظراً «لاستمرار ذات المواقف الإثيوبية الرافضة عبر السنوات الماضية للأخذ بأي من الحلول الفنية والقانونية الوسط التي من شأنها تأمين مصالح الدول الثلاث، كما بات واضحاً عزم الجانب الإثيوبي على الاستمرار في استغلال الغطاء التفاوضي لتكريس الأمر الواقع على الأرض».. واختتم البيان المصري بالقول: «سوف نراقب عن كثب عملية ملء وتشغيل السد، وأن مصر تحتفظ بحقها المكفول بموجب المواثيق الدولية للدفاع عن أمنها (المائي والقومي) في حالة تعرضه للضرر».
يا ساتر يا رب!.. فماذا أنتم فاعلون؟ وماذا تنتظرون؟ لا أحد يعلم سوى الله ـ اللطيف بعباده.
ولم تنتظر أديس أبابا مطولاً قبل أن ترد على البيان المصري بإعلان وزارة الخارجية الإثيوبية الالتزام بالتوصل إلى تسوية ودية عن طريق التفاوض تلبي مصالح الدول الثلاث وأنها تتطلع لاستئناف المفاوضات، مع توجيه بعض الاتهامات إلى «بيان» القاهرة بأنه «حرّف» مواقف إثيوبيا، وأن مصر «وضعت حواجز أمام جهود التقارب، وتتبنى عقلية من الحقبة الاستعمارية».
وحتى لا تذهب «التحليلات» بعقولنا إلى آفاق بعيدة، أذكركم بأن جولات المفاوضات الثلاث السابقة قد فشلت بذات الطريقة، وكأن المفاوضين من الدول الثلاث يدورون في حلقة مفرغة متكررة!! والفارق أنه مع كل فشل للتفاوض كانت إثيوبيا تنهي مرحلة من مراحل البناء أو الملء.
فما هي «الخيارات» (أقصد الطرق المختلفة طبعا) المتاحة لتأخذ بها مصر؟ أم أن «السكة شمال في شمال.. واليمين اختفى» حسب مطلع أغنية «كايروكي» الأشهر؟
.. وغداً للحديث بقية.. إن كان في العمر بقية..
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء
دعاء لفلسطين
اللهم يا رحمن يا رحيم اكشف غمة أهلنا في فلسطين وفرّج كربهم وأغث لهفتهم وتولّ أمرهم، وثبت أقدامهم، وتقبل شهداءهم.. وارحم ضعف أطفالهم وشيوخهم ونسائهم.. إنك على كل شيء قدير.
https://linktr.ee/hossamfathy