عيار 24 يطلق على الذهب، واعتدنا على إطلاقه على كل ما يعجبنا ويبهرنا في مجالات كثيرة ومنها المواقف والقرارات، وفي مطلع عام 2024 تطل الكويت بعهد جديد يختلف عن سابقه من العهود لأننا أمام أمير حازم مارس العمل العسكري، ويعتبر أول أمير لدولتنا الحبيبة من ناحية المهنية العسكرية.
صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد تولى ولاية العهد في الثامن من أكتوبر 2020 بتزكية من سمو الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته. تلقى سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد تعليمه في مدرسة المباركية، ثم درس في كلية هندن للشرطة في بريطانيا، ثم التحق بوزارة الداخلية وتدرج في المناصب حتى أصبح رئيسا للمباحث العامة (التي تحولت في عهده إلى «أمن الدولة») برتبة عقيد في عام 1967، وفي 13يناير 2004 أصدر أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراه، مرسوما أميريا بتعيينه نائبا لرئيس الحرس الوطني بدرجة وزير (أي في مؤسسة عسكرية) وشغل المنصب حتى توليه ولاية العهد، حيث يحتم الدستور الكويتي أن يحكم البلاد ولي العهد مباشرة بعد وفاة الأمير، فالآن أصبحت دفة المركب في يد أمير سياسي ورجل أمن، واتجهت الأنظار إلى الأمير الجديد الذي نشأ في بيت الحكم وكانت لسموه بصمات واضحة في النهوض بجهاز أمن الدولة ومعسكر الحرس الوطني، حيث صبّ جل اهتمامه بتطوير كوادره ومنتسبيه وتلقيهم الدورات في أعلى مستوياتها.
نواكب هذا الحدث الجلل ونواكب عهد أمير ليس عاديا، أمير ورجل دولة وأمن وسياسي من الطراز الأول بالفطنة والممارسة، ننتقل من عهد أمير العفو والتسامح إلى عهد أمير الحزم والأمن والأمان. ولا ننسى كلمات أمير العفو الشيخ نواف الأحمد، رحمه الله، وهو يوصي ولي عهده بشعبه، فكان جل كلامه ووصاياه تصب في خدمة الشعب ومساعدة المحتاجين منهم وعدم التواني في تقديم الخدمات للشعب، وآخر كلماته كانت «الله يوفق الجميع لخدمة الوطن والمواطن». فكان الرد الجميل: «السمع والطاعة، ثم السمع والطاعة، مني ومن الحكومة ومن شعبك الأصيل الوفي ومن إخواني الذين نجحوا كنواب عن الأمة في مجلس الأمة)، وختم الأمير مشعل كلامه، بوعد للأمير نواف بانه: «سيسمع ما يسره من تعاون بين عياله الوزراء وسمو رئيسهم وإخوانه وأبنائه أعضاء المجلس الذين اختارتهم الأمة ووصلتهم إلى أن يتحملوا المسؤولية كاملة». بهذا اللقاء التاريخي بين الأمير وولي عهده وهذه الوصايا وهذه الوعود، نبيت مطمئنين آمنين على مستقبل الكويت وأهل الكويت، ولسان حالنا يلهج بالدعاء: أدام الله عز آل الصباح وبارك بهم وبأعمارهم وأدامهم ذخرا للكويت وأعز بهم أهلها الكرام لنفاخر العالم بـ «حكمة حكامها».
ملاحظة: أخيرا أقول إني متفائل جدا بعهد صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الذي مارس السياسة والأمن والرقابة، وأجاد بعمله وتميز بكل ما سبق، وأسس قواعد العدل والمساواة بين أفراد الشعب الكويتي، وأقول لكل الكويتيين أبشروا، سوف نعيش حياة 24 قيراطا من جميع الجوانب إن شاء الله.