دخل مكتبي الصحفي الفني اللامع صديق كل الفنانين - وخصوصا «الفنانات» - الأستاذ ياسر العيلة.. ويبدو على ملامح وجهه الحزن والغضب المكتوم.. وكأنه ينتظر أن أسأله سؤالي التقليدي: «مالك يا عم ياسر؟.. زعلان من مين بس؟ وقد كانت إجابته: هذه المرة زعلان منك شخصياً.. فكلما جاءت سيرة السفر تبدأ بإلقاء قصائد الشعر في «مصر للطيران»، ومهنية طياري الشركة.. أصحاب أنعم إقلاع.. وأسلس هبوط بين كباتن العالم!! وأن السفر على الناقل الوطني واجب ودعم لاقتصاد البلاد الذي هو في أمس الحاجة للدعم، وعندما كنا نقارن بين «مصر للطيران» والشركات المنافسة.. التي تمتلك أسطولاً أحدث.. ومضيفات أكثر شباباً وأوسع ابتسامة، وقاعات انتظار أكثر فخامة، ووجبات طعام أكثر تنوعاً كنت تتمسك برأيك وتقول: الرحلة .. إقلاع وهبوط.. و«سماعات» تفصلك عما حولك حتى تصل بالسلامة.
سكت لحظة ليلتقط أنفاسه فبادرته: حتى الآن أين المشكلة؟
فبادرني منفعلاً: السماعات يا أستاذ.. المشكلة في السماعات، فأثناء رحلتي من القاهرة إلى الكويت يوم الجمعة الماضي 22 ديسمبر رحلة رقم 612، قررت أن أستمع لنصيحتك وطلبت «سماعة» ليفصلني سماع الموسيقى عن الصخب وبكاء الأطفال، ففاجأتني المضيفة بأن هذه الرحلة ليس بها «سماعات»!! وعندما اعترضت ومعي بعض الركاب الكويتيين جاء مضيف آخر، وقال إن هذه تعليمات الشركة لهذه الرحلة، يمكنكم الشكوى عند الوصول.. قالها بحسم وجفاء، ولولا الملامة لزاد.. «وأعلى ما في خيلكم اركبوه»!!
هدأت العزيز ياسر العيلة، ووعدته بإبلاغ الأمر للصديقين العزيزين محمد سند المدير الإقليمي للكويت، وأيمن عبدالرحيم مدير محطة الكويت، اللذين يقدمان أداء مشرفاً ومحترماً، ولا يتوانيان في تقديم العون والمساعدة للجميع.
والحقيقة، وبعيداً عن «سماعات رحلة الكويت، فإن مصر للطيران، تحولت مؤخراً الى «حورس جريح» (حورس هو رمز الشركة)، خسائر وديون، وخروج من تصنيف الـ 100، وتراجع عربي وأفريقي، وعدم رضا من الركاب.. والعاملين على حد سواء.
كلمة في أذن الفريق محمد عباس حلمي وزير الطيران المدني، ورئيس الشركة محمد موسى: الاعتراف بوجود المشكلة.. نصف الطريق للحل، و«مصر للطيران»، ليست مجرد شركة نتخلص من مشكلاتها ببيعها.. قولاً واحداً.. «لا للبيع».. استقيموا يرحمكم الله.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
دعاء لفلسطين
اللهم يا رحمن يا رحيم اكشف غمة أهلنا في فلسطين وفرِّج كربهم وأغث لهفتهم وتولَّ أمرهم، وثبِّت أقدامهم، وتقبل شهداءهم.. وارحم ضعف أطفالهم وشيوخهم ونسائهم.. إنك على كل شيء قدير.
https://linktr.ee/hossamfathy