محمود عيسى
توقع تقرير صادر عن شركة اميكو ريسيرتش، ارتفاع قيمة سوق النفط الصخري العالمي إلى 12.4 مليار دولار بحلول عام 2032، مقارنة مع قيمتها الحالية البالغة 3 مليارات دولار في عام 2021، مشيرا إلى أن حجم السوق سيسجل معدل نمو سنوي مركب يبلغ 17% خلال الفترة بين 2022 و2032.
وعن ماهية النفط الصخري، قال تقرير «اميكو ريسيرتش» إنه عبارة عن صخور رسوبية غنية بالمواد العضوية، المعروفة باسم الكيروجين، والتي يمكن تحويلها إلى هيدروكربونات سائلة من خلال عملية الانحلال الحراري. وعلى عكس احتياطيات النفط التقليدية، فإن النفط الصخري ليس سائلا ويتطلب تسخينه إلى درجة حرارة عالية لتحرير ما يحتويه من النفط، وتوجد رواسب النفط الصخري في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة والبرازيل وكندا والصين وإستونيا وأستراليا.
وتتواجد أكبر رواسب معروفة من النفط الصخري، الذي يعرف أيضا بالصخر الزيتي، في منطقة غرين ريفر الأميركية والتي تغطي أجزاء من ولايات كولورادو، وايومنغ، ويوتا، وينقسم السوق حسب المنتج والتكنولوجيا والعملية والتطبيق والمنطقة. ومن أهم اللاعبين الرئيسيين في هذا المضمار شركات عديدة، منها: «American Shale Oil»، و«Ambre Energy»، و«Baraka Energy & Resources»، و«BP»، و«Chevron Shale Oil Company»، و«جنرال سينفيويلز إنترناشيونال»، و«رويال داتش شل»، وغيرها.
ويشكل الصخر الزيتي، على الرغم من أنه مصدر محتمل للطاقة، تحديات بيئية، ويمكن أن يكون استخراجها ومعالجتها كثيف الاستخدام للطاقة، ما يؤدي إلى نفايات كبيرة وانبعاث غازات دفيئة. ومع ذلك، فإن التقدم التكنولوجي جعل استخراج النفط الصخري أكثر كفاءة وفعالية من حيث التكلفة، ما جعله مصدرا للطاقة أكثر قابلية للتطبيق.
وشهد سوق النفط الصخري عددا من التطورات في تقنيات الاستخراج والمعالجة. وتركز هذه الابتكارات على الحد من الأثر البيئي وتحسين الكفاءة، كما أن الحاجة المتزايدة لمصادر الطاقة البديلة تدفع البحث والتطوير في هذا المجال.
وأشار التقرير إلى أن سوق الصخر الزيتي يتأثر بعدد من العوامل، بما في ذلك ارتفاع الطلب العالمي على الطاقة: من المتوقع أن ينمو الطلب العالمي على الطاقة بمعدل 1.6% سنويا على مدى السنوات العشرين المقبلة، مستمدا الزخم من النمو السكاني والتنمية الاقتصادية.
بالإضافة إلى التقدم التكنولوجي في استخراج ومعالجة الصخر الزيتي: التقنيات الجديدة تجعل استخراج ومعالجة الصخر الزيتي أكثر جدوى من الناحية الاقتصادية، وإمكانية قيام الدول التي لديها احتياطيات كبيرة بتخفيض اعتمادها على النفط المستورد وتعزيز أمن الطاقة.
وتتركز احتياطيات الصخر الزيتي في عدد قليل من البلدان كالولايات المتحدة والصين وروسيا، وبوسع هذه البلدان أن تستخدم احتياطياتها من الصخر الزيتي لتقليل اعتمادها على النفط المستورد وتعزيز أمن الطاقة لديها.
أما التحديات الرئيسية التي تواجه صناعة الصخر الزيتي، فهي التكاليف المرتفعة، حيث يتطلب استخراج وتصنيع الصخر الزيتي عمالة وطاقة كثيفة، ما قد يجعل من الصعب إنتاج الصخر الزيتي بتكلفة تنافسية.
علاوة على تأثيرات بيئية كبيرة، إذ يمكن أن يكون لتعدين الصخر الزيتي ومعالجته تأثير بيئي كبير، بما في ذلك تدمير المحميات الطبيعية، وتلوث الهواء والماء، وانبعاثات الغازات الدفيئة، بالإضافة إلى القيود الفنية والشكوك المتعلقة بكمية النفط القابل للاستخراج، حيث إن كمية النفط القابل للاستخراج من الصخر الزيتي غير مؤكدة، وهناك قيود فنية يمكن أن تجعل من الصعب استخراج النفط من الصخر الزيتي.
وعلى الرغم من هذه التحديات، من المتوقع أن يستمر سوق الصخر الزيتي في النمو خلال السنوات المقبلة، وأن تؤدي الحاجة المتزايدة لمصادر الطاقة البديلة وتطوير تقنيات جديدة إلى دفع النمو في السوق.
أميركا في الصدارة بـ 13 مليون برميل يومياً.. والسعودية ثانياً بـ 10.2 ملايين برميل
41.3 مليون برميل متوسط الإنتاج اليومي لأكبر 5 منتجين للنفط بالعالم
تترقب أسواق الطاقة العالمية بدء الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للبترول وحلفائها في تطبيق القرارات الطوعية لخفض الإنتاج مطلع العام الجديد، في وقت تتصاعد فيه مخاوف استمرار الضغوط التضخمية الناجمة عن ارتفاع أسعار النفط، حيث شهد العالم ارتفاعا كبيرا لأسعار الطاقة منذ بدء الغزو الروسي على أوكرانيا، وفقدان القارة الأوروبية أحد أهم مزوديها بالغاز الطبيعي والنفط بعد توقف الإمدادات القادمة من موسكو.
ويبلغ متوسط الإنتاج اليومي المتوقع لأكبر 5 دول منتجة للنفط نحو 41.29 مليون برميل يوميا، فيما يبلغ متوسط الاستهلاك اليومي لهذه الدول نحو 29.75 مليون برميل يوميا، وقد احتلت الولايات المتحدة المرتبة الأولى عالميا كأكبر منتج للنفط خلال العام الحالي، بعدما تجاوز متوسط إنتاجها اليومي 13 مليون برميل يوميا في سبتمبر الماضي.
وتشير أحدث تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، إلى أن المتوسط اليومي لإنتاج النفط في أميركا سيصل إلى 12.93 مليون برميل يوميا بنهاية العام الحالي، في حين من المتوقع أن يبلغ متوسط الاستهلاك اليومي من النفط في الولايات المتحدة 19.69 مليون برميل هذا العام، لتحتل المرتبة الأولى أيضا كأكثر الدول استهلاكا للنفط.
وفي السعودية بلغ متوسط الإنتاج اليومي من النفط حوالي 10.2 ملايين برميل يوميا في النصف الأول من العام الحالي، لكنها بدأت تنفيذ تخفيضات طوعية إضافية في الإنتاج بمقدار مليون برميل يوميا منذ يوليو، ليصل متوسط إنتاجها في النصف الثاني من العام إلى 9 ملايين برميل يوميا.
يذكر أن روسيا أوقفت نشر البيانات التفصيلية حول قطاعها النفطي في أعقاب غزو أوكرانيا، لكن مصادر تتبع ناقلات النفط وغيرها تتيح معلومات أقرب للدقة حول إنتاج موسكو من الذهب الأسود، وتشير التقديرات إلى أن روسيا تنتج نحو 9 ملايين برميل يوميا من النفط الخام.