لا شك أن الضرب أسلوب من أساليب التربية المعروفة قديما وحديثا، بشرط أن يكون وفق الشريعة الاسلامية وهدي الرسول صلى الله عليه وسلم الذي رسمه لنا.. فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال «مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين»، فلم يبدأ بالضرب وإنما بالتوجيه والإرشاد.
وقد ورد ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يصحح الاعتقاد والسلوك لدى الأطفال مستعملا شتى الأساليب التي تمتاز بالرفق واللين، ومنها ما ذكره ابو هريرة رضي الله عنه قال: أخذ الحسن بن علي رضي الله عنهما تمرة من تمر الصدقة، فجعلها في فيه، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: كخ كخ، ارم بها، أما علمت أنا لا نأكل الصدقة، وقالت جارية ـ بنت صغيرة ـ بحضرته صلى الله عليه وسلم: وفينا نبي يعلم ما في غد، فقال «دعي هذه وقولي بالذي كنت تقولين (أي من النشيد)، فأنكر عليها صلى الله عليه وسلم لأن في قولها اطراء محرّم، حيث أطلقت علم الغيب له وهي صفة تختص بالله تعالى.
قال سبحانه (قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب الا الله)، فالحاصل نوع من التوصية النبوي للأطفال والصغار فيما يتعلق بالاعتقاد وكذا الحلال والحرام ولا تعنيف فيه ولا ضرب.
قال الكاساني في «بدائع الصنائع»: ان الصبي يغرر تأديبا لا عقوبة لأنه من أهل التأديب ويكون ذلك بطريقة التأديب والتهذيب لا بطريقة العقاب، ولكن اذا ضاقت بنا السبل ونفدت كل الأساليب لجأنا اليه دون تهور ووفقا لشروطه وقوانينه، اما المربون الذين يعتمدون عليه دائما فهو دليل على عجزهم وفقرهم الشديد لفن الكلام واصول الحوار السليم، وعدم القدرة على الاقناع واستعجالهم للنتائج التي لم يحققوا منها شيئا سوى سلبيات تلحق بهم وتزيد الضرر ضررا.
د.محمد النجدي