إن حكمة الخطاب التاريخي الأخير الذي ألقاه صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد خلال جلسة القسم أمام مجلس الأمة قد غمرت النفوس بالارتياح، لما فيه من بعد نظر وقراءة متأنية للأمور.
كما أن علامات الاطمئنان، قد ظهرت في كل أركان المجتمع الكويتي كافة، حيث ذهب الناس إلى مشاغلهم وأحوالهم، بينما مشاعرهم ملأى بالراحة.
ولتحليل هذا الخطاب وشرح ما يتضمنه من رسائل، وخارطة طريق وطنية، وتوجهات سياسية واجتماعية، واقتصادية، يحتاج منا الى الكثير من المقالات، حيث إنه اختصر الواقع في كلمات معدودة، ووضع الحلول في عبارات لا تحيد عن مأمول وطموح الشعب بأي حال من الأحوال.
لقد استمعت للخطاب السامي، وكررت سماعه أكثر من مرة ووقفت بجوارحي كلها مع كل حرف فيه، لأنني أعرف وأتفهم التحديات التي لا تواجه الكويت فقط، بل إنها تواجه العالم أجمع، وتلك التحديدات يغلب عليها الشقان السياسي والاقتصادي، اللذان هما بحاجة للاستقرار كي ينعم أي مجتمع بالراحة تجاه مجالاته الأخرى... التعليمية والأمنية والصحية وخلافه، فالمجتمع متى ما كان مستقرا سياسيا واقتصاديا لديه القدرة على البناء والتعمير في كل مناحي الحياة.
ولقد تناول الخطاب السامي مسألة أداء السلطتين التشريعية والتنفيذية، فكان مفاد حديث سموه التركيز السامي على تحقيق مصالح البلاد والعباد وعدم الإضرار بها، حتى تسير سفينة الكويت في طريقها المأمول.
فيما جاء الخطاب السامي محذرا من الفساد، ومطالبا كل كويتي بأن يكون يقظا في سبيل اجتثاث هذه الآفة المدمرة من جذورها، وان هذا الأمر حينما يتحدث فيه أميرنا، فإن الكل يجب أن يكون على استعداد تام لتنفيذه.
كما أن سموه شدد على اللحمة الوطنية، وأكد على مكانة الكويت التي يجب أن تزداد علوا في المنطقة.
ومن الجدير بنا جميعا أن نقول لهذا الخطاب السامي: سمعا وطاعة، لأنه قد وضع لنا خارطة طريق، وكشف لنا مواطن الخطر، بل إنه وضع الحلول التي إن سرنا على منهجها، سنصل بالكويت إلى المكانة البارزة التي نتمناها.
ندعو الله أن يسدد خطوات صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، وأن يمنح سموه البطانة الصالحة، وأن يعينه على حمل الأمانة.