«الثقافة.. وطن ومقاومة» - إدوارد سعيد.
مع دخول شهر نوفمبر، تنبئ الأرض بدخول فصل جديد، تزفه أسراب الغيوم البيضاء المتوشحة بالمطر، وتبدأ الكويت معه فصلا ثقافيا جديدا، حاملا معه دفئه المعرفي ليرغم ساعات الشتاء الطويلة على التقيد بحركة الأدب وملزمة مساراته أن تلتزم بمواعيد الثقافة.
حمل معرض الكويت الدولي للكتاب هذه السنة شعاره على وجهه «شغفك له كتاب» موجها به رسالته المباشرة إلى جميع اختلاف اهتمامات القراء والمثقفين، لتشجيعهم على اقتطاف حصاد هذه السنه الثقافي، احتفل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب باليوبيل الذهبي لتأسيسه في معرض هذه السنة، المجلس الذي أسسته الدولة في يوليو عام 1973 وهو ما أضفى رونقا وجمالا لمعرض الكتاب في دورته السادسة والأربعين وهو عبارة عن هيئة مستقلة، تعمل على تهيئة المناخ المناسب للابداع الثقافي والفني وتنمية النشاطات الثقافية. جدير بالذكر أن نقول إن أول معرض للكتاب أقيم في الكويت عام 1975، في كلية العلوم بجامعة الكويت، اشتركت به 15 دولة فقط وبلغ عدد دور النشر المشاركة 86 دار نشر فقط والكويت هي أول دولة من دول الخليج تقيم معرض الكتاب.
احتفى معرض الكتاب هذه السنة بالشاعر فهد العسكر 1917 - 1951 ليكون شخصية المعرض الاحتفالية، لمكانته الشعرية الرائدة.
مما أسعدني تواجد بعض المؤسسات والشركات الحكومية التي عكست وجه الكويت الآخر من خلال حضورها وتواجدها القوي، أولاها جناح مجلة العربي، المجلة التي تأسست عام 1956 بأمر الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله، عندما تمر بجانبها تشعر بأصالة وعراقة الثقافة التي حملتها الكويت على عاتقها في بواكيرها، وتواجد الزائرين العرب والخليجيين باستمرار هو ما يؤكد ذلك، فهم يعرفون قيمة هذا الإرث الثقافي والمعرفي الذي أنتجته الكويت وصدرته إلى أنحاء المعمورة.
مررت بجناح المركز العربي لتأليف وترجمة العلوم الصحية وهو مركز أسسه مجلس وزراء الصحة العرب عام 1980 وموقعه الكويت، وهو المعني بدعم وتشجيع حركة التأليف والترجمة باللغة العربية في مجالات العلوم الصحية، الجميل في هذا المركز أن منشوراته ليست موجهه للمختصين فقط بل لغيرهم، كما يعنى المركز أيضا بطباعة وتوزيع المنشورات الهادفة للأطفال والتي تزيد من وعيهم الصحي قدر الإمكان.
أيضا مؤسسة الكويت للتقدم العلمي التي تم إنشاؤها بموجب مرسوم أميري عام 1976 بتوجيه من سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراه وهو ما يعكس رؤية القيادة في ذلك الوقت وحتى اليوم في دعم الثقافة وجعل الكويت في مصاف الدول المتحضرة علميا وثقافيا، كان لها حضورها ونشاطها الثقافي المميز والمختلف، تنوعت ما بين فعاليات للأطفال والناشئة بهدف تحفيزهم على الاقبال على الكتب وتبسيط مختلف العلوم لهم وبين توفير إصداراتهم المختلفة وهي محل ثقة القراء العرب.
ختاما يجب أن ألا ننسى دور «رواق الثقافة» و«المقهى الثقافي» اللذين تميزا بإقامة مختلف الفعاليات التي تنوعت ما بين ورش عمل وأمسيات ومحاضرات هادفة بتنظيم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، فشكرا لهم ولجميع الحضور الذين لهم دور مهم في البنية الثقافية للدولة ولكل المساهمين في تنظيم الجو الثقافي لهذه السنة.
[email protected]