شريف حمدي
في إطار سعى منظومة بورصة الكويت لتحقيق أهدافها الاستراتيجية في تنمية سوق المال وتنويع وتطوير أدواته الاستثمارية، فقد نجحت البورصة في استقطاب سيولة أجنبية خلال العام 2023 قاربت حاجز المليار دولار، وذلك في إطار المراجعات الدورية للمؤشرات العالمية التي تندرج بها اسهم كويتية وهي مؤشر فوتسي راسل وستاندرد آند بورز داو جونز وإم إس سي آي، حيث تتم هذه المراجعات عبر الصناديق الاستثمارية النشطة والخاملة بهدف إعادة أوزان الأسهم الكويتية حسب أداء هذه الأسهم.
وساهمت تلك التدفقات الأجنبية في تحسين سيولة البورصة وزيادة جاذبية سوق رأس المال وتحسين كفاءة السوق وتنويع قاعدة المستثمرين وتشجيع مشاركة المستثمرين، ولتؤكد البورصة استمرارها في تحسين البنية التحتية وتبسيط العمليات ومواءمة معايير السوق مع أفضل الممارسات العالمية، علما انه يتم ضخ السيولة الأجنبية من قبل المؤشرات العالمية خلال جلسات التنفيذ المعلن عنها في مطلع كل عام، وذلك بإتمام عمليات شراء وبيع بشكل مكثف على الأسهم المدرجة في هذه المؤشرات العالمية خلال مزاد الإغلاق.
وأظهر رصد لـ «الأنباء» لحجم السيولة الأجنبية المتدفقة إلى البورصة العام الماضي أن مراجعات مؤشر «MSCI» للأسواق الناشئة للأسهم الكويتية المدرجة ضمن المؤشر، ضخت نحو 165 مليون دينار (ما يعادل 561 مليون دولار) من خلال 4 مراجعات تمت على مدار العام، بواقع 30 مليون دينار في فبراير الماضي، و55 مليون دينار في نهاية مايو الماضي، و30 مليون دينار في نهاية أغسطس الماضي، ونحو 50 مليون دينار في نهاية نوفمبر.
في المقابل ضخت مراجعات مؤشر «فوتسي راسل» للأسواق الناشئة للأسهم الكويتية المدرجة ضمنه قرابة 127 مليون دينار (ما يعادل 432 مليون دولار) أيضا من خلال 4 مراجعات على مدار العام، وذلك بواقع 51 مليون دينار في مارس الماضي، و25 مليون دينار في يونيو الماضي، و30 مليون دينار في سبتمبر الماضي، ونحو 21 مليون دينار خلال ديسمبر.
وبالنسبة لمراجعة ستاندرد آند بورز داو جونز فإنها كانت متواضعة خلال العام الماضي ولم تدخل على الأسهم الكويتية بشكل كبير.
وتعكس ترقية بورصة الكويت لمصاف المؤشرات العالمية زيادة ثقة المستثمرين الدوليين في سوق الأسهم الكويتي، كما يعكس نجاح خطط التطوير، التي شملت العديد من الإصلاحات واستحداث العديد من المستجدات التي عززت إقبال المستثمرين الأجانب على بورصة الكويت.
تجدر الإشارة إلى أن المؤشرات الأجنبية هي فوتسي راسل حيث أكملت بورصة الكويت في 20 ديسمبر 2018 المرحلة الثانية من مراحل الأسواق الناشئة عبر إدراجها ضمن مؤشر فوتسي راسل بعد إتمام المرحلة الأولى في سبتمبر من نفس العام، وفي 5 ديسمبر 2018، أعلنت ستاندرد آند بورز داو جونز أنها ستقوم في 23 سبتمبر 2019 بإدراج الشركات الكويتية المؤهلة ضمن مؤشرها للأسواق الناشئة، وأخيرا في 25 يونيو 2019، أعلنت شركة إم إس سي آي المراجعة السنوية لعام 2019 عن ترقية بورصة الكويت إلى «سوق ناشئ».
وخلال العام الحالي 2024 يتوقع أن يقوم المستثمرون النشطون في الأشهر المقبلة بالدخول إلى الأسهم الكويتية وخاصة الأسهم المدرجة في السوق الأول، وهو الأمر الذي سيعطي بورصة الكويت دفعة إضافية في الأداء خلال النصف الأول، بسبب ضغط الشراء الذي يأتي مدعوما بتنفيذ المراجعات الدورية، فضلا عن أن التدفقات الأجنبية تنعكس إيجابيا على السوق بشكل عام، من حيث عمليات الشراء المكثفة على أسهم البنوك والشركات الثقيلة.