لقد ثارت في نفسي وعقلي أفكار كثيرة خلال عطلة رأس السنة الميلادية، من واقع الحياة في بلدنا الغالي الكويت، ويمر أمامي شريط المراحل التي تبدأ منذ المهد إلى اللحد في هذا البلد المعطاء الذي بفضل الله تعالى لم يبخل على أبنائه في كل شيء، ولا أقول إن هناك مدينة فاضلة، وإنما أقول إن الكويت أقرب البلاد للمدينة الفاضلة منذ ظهور النفط بفضل الله ثم قيادتها الرشيدة، حيث يتم توزيع الثروة فيما ينفع الناس بحكمة لا إسراف فيها ولا تقطير، عملا بقول الله تعالى: (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا) صدق الله العظيم.
ولعل من مظاهر النعم، أن معظم المواطنين اعتادوا التجوال في أنحاء العالم للاستمتاع بجمال الطبيعة والسفر للسياحة والنقاهة على مدار العام، ومنذ مولد الطفل الصغير فرضت قيادتنا الرشيدة على نفسها التزاما دستوريا برعاية مواطنيها بالتعليم والصحة والرعاية الاجتماعية وغيرها، حيث إن لكل طفل حتى الطفل السابع مبلغ 50 د.ك شهريا حتى الاستغناء، فلا يسقط هذا الالتزام إلا بتوظيف الابن، ويصبح ذلك علاوة اجتماعية عند الزواج، وذلك مراعاة من القيادة الرشيدة لزيادة الالتزامات، وكذلك مبلغ 6000 د.ك التي تصرفها عن الزواج.
ومن جهة التعليم، تتكفل الدولة بتعليم أبنائها منذ رياض الأطفال إلى ما بعد الجامعة أيضا، وتصرف لكل طالب إعانة شهرية بالإضافة إلى البعثات الداخلية والخارجية بكل تكاليفها، ثم لا ننسى الكهرباء والماء برسوم زهيدة والمشاريع الصغيرة والمتوسطة وغيرها وبدل الإيجار الشهري حتى الاستغناء بتوفير السكن الملائم والقرض الإسكاني، وبيع الإجازات أثناء العمل، وغير ذلك من مقومات الحياة.
ولا أذكر ذلك للقول بأن هذا ليس حقا لكل مواطن، ولكن أذكر الإيجابيات عملاً لقوله تعالى (وأما بنعمة ربك فحدث)، ولعل الله سبحانه وتعالى يريد الخير لبلدنا الغالي (ولئن شكرتم لأزيدنكم). ولم تبخل الكويت على أعمال الخير ليس داخليا فقط، وإنما خارجيا بتقديم المساعدة والعطاء لكل الشعوب المحتاجة ومشاريع الخير من مساجد ومستشفيات ومواد تموينية ومساعدات للشعوب المسلمة وغير المسلمة، ولذلك لا أقول إن الكويت هي المدينة الفاضلة، فالكمال لله وحده ورسوله، ولكن أقول إن الكويت أقرب دول العالم للمدينة الفاضلة، أدام الله الكويت وقيادتها الرشيدة وأدام فيها الخير.
ومن واجبنا تجاه وطننا الغالي أولا شكر الله على هذه النعم، وثانيا العمل على الحفاظ عليها دوما بالجد والاجتهاد والتطور، ولا يفوتني أن أذكر فضل آبائنا الذين غرسوا فينا حب الخير والمحافظة على الصلاة والزكاة، وهذا ما نقوم به حاليا تجاه أولادنا وشبابنا الراقي الطموح لبناء الوطن وحفظ نعم الله علينا للأجيال القادمة، وتظل الكويت دوما منارة للخير والعطاء.