بيروت - أحمد منصور
شيّعت منطقة الشوف وبلدة مزبود (جبل لبنان)، مدير مكتب «الأنباء» في بيروت، الزميل عمر حبنجر، في موكب حاشد، شارك فيه ممثل مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان ومفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو، قاضي الشرع الشيخ محمد هاني الجوزو، ممثل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز د.سامي أبي المنى ممثلا بالشيخ عامر زين الدين، ممثل الرئيس سعد الحريري النائب السابق محمد الحجار، وحشد من الشخصيات الإعلامية والسياسية والزملاء والأصدقاء ووفود من مختلف المناطق وشخصيات قضائية وعسكرية وأمنية وفاعليات وأهالي.
وكان نقل الجثمان صباح أمس من المستشفى الى منزل الراحل في مزبود، حيث ألقيت النظرة الأخيرة على الجثمان، ثم نقل عبر سيارة إسعاف الى ساحة بلدة مزبود، قبل أن يحمل على الأكف من قبل عدد من الزملاء الإعلاميين، ومن ثم الشباب، حتى مسجد البلدة وهم يتلون سورة الفاتحة. وبعد صلاة الظهر، أمّ صلاة الجنازة ممثل مفتي الجمهورية وممثل مفتي جبل لبنان الشيخ محمد هاني الجوزو، بعدها ووري الثرى في جبانة البلدة.
ثم انتقل الجميع الى قاعة مسجد مزبود، وألقى الشيخ الجوزو كلمة عدد فيها مناقبية ومزايا الراحل، الذي اتصف بالوطنية والموضوعية، ثم تناول رسالة الموت ومعناها.
وأكد الجوزو «ان رحيل حبنجر خسارة للإقليم والشوف وللإعلام اللبناني والعربي الذي أحبه، صاحب الفكر الوحدوي والحريص على منطقته ووطنه، والكاتب في صحيفة كويتية نجلها ونحترمها، منذ عشرات السنين، لافتا الى ان الإعلام خسر أيضا شخصية مرموقة لا تعرف التقوقع والتعصب، بل الموضوعية والحكمة والحوار.
جدير بالذكر أن الزميل عمر حبنجر من مواليد العام ١٩٣٩ وقد توفي عن عمر ناهز ٨٥ عاما.
وكانت نقابة محرري الصحافة اللبنانية أصدرت بيانا قالت فيه: غيب الموت الزميل الصحافي عمر حبنجر الذي بدأ مزاولة المهنة في العام 1963 في جريدة «الشعب»، وفي العام 1964 عمل في «وكالة أخبار لبنان» مندوبا قضائيا، فجريدة «الكفاح العربي». وانتسب في العام 1967 إلى دار «الصياد» منصرفا إلى جريدة «الأنوار» ومجلة «الصياد» بصفة مندوب قضائي، وكاتب سياسي فيما بعد، وذلك الى حين توقفهما عن الصدور، كما عمل لفترة في جريدة «المحرر» قبل إغلاقها نهائيا.
وأضاف البيان «عين مراسلا لصحيفة «الأنباء» في بيروت، ومن ثم مديرا لمكتبها في لبنان، وظل في وظيفته هذه الى ان وافته المنية، وعمل مراسلا للبرنامج العربي في «راديو ستوكهولم»، وتعاون مع صحيفة «السفير» و«وكالة يونايتد برس»، وانتخب رئيسا لجمعية مراسلي الصحف العربية في لبنان بإجماع زملائه».
وقد نعى نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي الراحل فقال: «بغياب عمر حبنجر، تنطوي صفحة صحافي عصامي، مناضل، دمث الأخلاق، مستغرق في الصدقية، يشدك إليه تهذيب رفيع وأدب جم، واحترام كبير للآخر. وهو ذو مودة لا يخفيها أمام أصدقائه وعارفيه صادرة عن قلب مفعم بالحب، والتسامح، يعكس شخصيته الإيجابية التي مكنته من نسج علاقات إنسانية كانت هي الأساس في فتح الأبواب المهنية التي دخلها واثق الخطى، مندوبا قضائيا عرف خفايا قصر العدل، وأسراره، وكيف يجتذب السبق الصحافي إليه بفعل اجتهاده وثقة القضاة به وبأمانته في نقل الأخبار وصوغ التحليلات من دون تحريف او تحيز».
كما نعاه الوزير السابق جوزف الهاشم قائلا: «الصديق الأعز عمر حبنجر فارس من فرسان ساحة الحرية في لبنان، وعلم من أعلام القلم والعلم، حمل الرسالة نبراسا بين الاصبعين، ولم يترك المشعل حتى ولو أحرقه اللهب.
وأضاف «إنه واحد من مفاخر الإقليم، له الرحمة الجلى في رحاب الله وعوضنا الله عن هذه الخسارة بأمثاله».
ونعى النائب السابق محمد الحجار الزميل عمر حبنجر، وقال: «برحيل الصديق الأستاذ عمر حبنجر تفقد الصحافة عامة ولبنان وإقليم الخروب خاصة قامة مميزة خلقيا ومهنيا أضافت الكثير إلى المهنة عربيا ولبنانيا، فكان من أبرز الصحافيين الذين تصدروا المشهد السياسي والوطني أدى عمله بكل مسؤولية في مختلف المواقع التي عمل فيها رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
وبهذه المناسبة، تتقدم «الأنباء» بأحر التعازي لعائلة الفقيد الراحل، داعين الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.. (إنا لله وإنا إليه راجعون).