يتم تعريف الأعمال «الحرفية» بأنها تتعلق بالأشغال التي تعتمد على اليد، أو أنها قد تتطلب استخدام أدوات بسيطة مثل الحدادة والنجارة وصناعة القوارب وصيد الأسماك والحياكة وأعمال الميكانيكا والكهرباء.. الخ، وكذلك من صحيح القول إن دخول الشباب الكويتي لهذه المجالات الحرفية من الأمور المطلوبة وخاصة تحت بند «المشاريع الصغيرة» حيث يتم تعليمهم وتدريبهم وتمويلهم تحت لافتتها، ومما «لا» شك فيه ان هناك من لديهم القدرة والرغبة والإبداع «الكويتي» في هذه المجالات ويستحق دعم الدولة له.
ورغم ذلك، فإن المسألة «الحرفية» لأنها سلعة نادرة ويحتاجها الجميع فإن ذلك اقتضى في أغلب بلدان العالم الاستعانة بمن هم «أجانب» من خارج البلد لسد النقص ولتغطية الاحتياج، وهنا نقرأ أهمية و«إيجابية» توجه الدولة الكويتية الخاص في عقد اختبارات عملية وفنية للعمالة الماهرة المشتغلة في الكويت لتكون شرطا لإصدار إذن العمل و«الإلزام» بذلك قبل دخولهم للسوق للتأكد من «حقيقة» مهاراتهم الحرفية، لاسيما أن هذه الاختبارات ستعمل على الارتقاء بمستوى الأيدي العاملة الفنية بما يحقق تطويرا لسوق العمل وكفاءته.
حيث اننا كنا نجد ان الكثير من الأشخاص يأتون للبلد من دون وجود وثيقة معتمدة تثبت وتدل على انهم بالفعل متقنون ومهنيون ويعرفون «أداء» وعمل هذه الحرف، وهذا ما سبب لاحقا اضرارا مادية ومالية تحتاج إلى آليات محاسبة ومتابعة.
ان الاعـــمال الحرفية تتطلب التخصص والمهنية في الــعمل والأداء «ذي الجـودة» وهذه الاعمال وان كـــانت يدوية الا انها «دقيقة» وكذلك «مهمة» وتكون ملموسة، لذلك عامل «التعليم» «حيوي» وكذلك «الخبرة» و«الممارسة التدريبية» لصناعة عمل صحيح وأداء ممتاز.
في بريطانيا، على سبيل المثال، يتم ادخال الأشخاص الراغبين في العمل «مباشرة» للتدريب على هذه الاعمال الحرفية في مختلف أنواعها تحت إشراف وتدريب أساتذة محترفين مختصين في معاهد ومراكز، حيث يتم ذلك لمدة زمنية معينة ويتم مصادقة ذلك رسميا مع شهادات، مما يخولهم الدخول لسوق العمل وأداء مهامهم الوظيفية مع الناس الذين يحتاجون للعمل الحرفي في مؤسساتهم التجارية او الصناعية او ضمن المنازل الخاصة.
هذا الأمر مهم جدا من ناحية أخرى من باب انه يربط الاعمال الحرفية وضمان جودتها والقدرة على أدائها مع الدولة واداراتها مما يخلق «حالة نظامية» وترتيبا ينسق المسألة لتكون الأعمال «ذات جودة مضمونة» عند التنفيذ والاستلام.
ان خطوة الدولة الكويتية «ممتازة» وهي في الاتجاه الصحيح وهذه «إيجابية» موفقة نتمنى ان تستمر لإزالة أي سلبيات أخرى وتفادي الأخطاء الجسيمة.