ارتفعت المساحات المكتبية الشاغرة في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوياتها في 4 عقود على الأقل، وهو ما يعود إلى التحول نحو العمل عن بعد الذي تسارع بسبب جائحة كورونا، فضلا عن سنوات من الإفراط في البناء.
وحسب بيانات «موديز أنالتيكس»، فإن 19.6% من المساحات المكتبية في المدن الأميركية أصبحت فارغة - لم تكن مؤجرة - في الربع الرابع من عام 2023، بارتفاع من 18.8% في الفترة نفسها من العام السابق.
وتعد تلك النسبة أعلى قليلا من المستويات القياسية السابقة البالغة 19.3% في 1986 و1991، كما أنها الأعلى منذ عام 1979 على الأقل، عندما بدأت الوكالة في تتبع تلك البيانات.
وللتوضيح فإن ارتفاع المساحات المكتبية الشاغرة في الثمانينيات وأوائل التسعينيات جاء بعد سنوات من طفرة البناء الناتجة عن تسهيل الإقراض، وخاصة في الجنوب، إذ أوضحت «موديز» أن غالبية المساحة غير المؤجرة تقع في المباني القديمة التي شيدت في تلك الفترة وما قبلها.
وكانت النتيجة حينها أن وفرة من المباني المكتبية لم تتمكن من العثور على مستأجرين عندما دخل الاقتصاد في حالة ركود عام 1990، عند معاناة البلاد أزمة المدخرات والقروض، وأثرت تلك الوفرة على سوق المكاتب حتى يومنا هذا، وتساعد أيضا في توضيح سبب ارتفاع المساحات الشاغرة في الولايات المتحدة بصورة أعلى كثيرا مقارنة بنظيرتها في أوروبا أو آسيا.
هذا إلى جانب أن العديد من الشركات بالفعل بصدد تقليص حجم مكاتبها عما كان قبل الوباء، والتحول نحو خطط المساحات المفتوحة التي تناسب المزيد من الموظفين في مساحة أصغر.
جدير بالذكر أن تكساس تضررت بشكل خاص من ارتفاع تلك المساحات، إذ حصلت هيوستن ودالاس وأوستن على المراكز الثلاثة الأولى بين المدن الكبرى التي تتمتع بأعلى معدلات مساحات شاغرة.
وليست «موديز» الشركة الوحيدة التي تشير إلى تلك المشكلة، إذ أظهرت أحدث بيانات من «كاستل» عن الأسبوع الذي بدأ في الأول من يناير هذا العام أن معدل الإشغال يبلغ فقط 23.9% منخفضا من 45% في الأسبوع السابق، ومتوسط 51% في وقت سابق من ديسمبر، على الرغم من أن الانخفاض الأخير قد يعود إلى العطلات.