بيروت - اتحاد درويش
رأى النائب عن كتلة «التنمية والتحرير» محمد خواجة أن الجانب الميداني في الحرب التي يشنها الكيان الإسرائيلي على غزة لايزال قائما وجرى إدخال ما يسمى بالمرحلة الثالثة بالاتفاق مع الأميركيين الذين تمنوا على الإسرائيليين الانتقال من حرب التدمير الشاملة التي مارسوها منذ السابع من أكتوبر الماضي والإبادات الجماعية التي طالت الأطفال والنساء في انتهاكات واسعة للقوانين الدولية، إلى مرحلة تجمع بين أمرين، العمليات الحربية الجراحية وعمليات الاغتيال لقيادات المقاومة أكان داخل قطاع غزة أو خارجه.
وأشار خواجة في تصريح لـ «الأنباء» إلى أن الكيان الإسرائيلي لامس الخطوط الحمراء للمرة الأولى منذ انتهاء حرب يوليو 2006 باغتياله نائب رئيس حركة حماس في الضاحية الجنوبية لبيروت صالح العاروري، وهو أمر أميركي بقدر ما هو أمر إسرائيلي، لأن من خطط له هو الأميركي في محاولة منه لحصر الحرب ضمن هذه الحدود، ولا يريد لها أن تتوسع أكثر، ليس رحمة بلبنان بقدر ما شغلته هذه الحرب عن دوره الأساسي الذي يعتبر فيه أن ميدانه الرئيسي أوكرانيا وليس لبنان أو غزة، وأن من ينتصر في أوكرانيا ستكون له اليد العليا في رسم معالم النظام العالمي الجديد. والذي حصل خلال الأشهر الـ 3 الماضية أربك الأميركي وحلفاءه الذين كانوا يريدون أن تبقى الأضواء مسلطة على أوكرانيا.
واعتبر خواجة أن توسعة دائرة الحرب رهن تطورات الميدان خاصة في قطاع غزة الذي يحدد ما إذا كانت الأمور ستتدحرج أم لا، وواضح من تصريحات نتنياهو وأعضاء كابينت الحرب الذين يؤكدون ويتلطون وراء ما سيفعله الأميركي في الموضوع الديبلوماسي وغير الديبلوماسي. نحن من جهتنا في موقع الدفاع عن النفس والتضامن مع غزة، ولم نكن في أي مرة في موقع المعتدي على إسرائيل.
ورأى خواجة أن إسرائيل لم تحسم الحرب في غزة، ولم تحقق أيا من أهدافها المعلنة، ونتنياهو يريد لها أن تطول لأنه في حال توقفت يعني ذلك خسارته، وبالتالي فإن المسؤول بشكل أساسي عن تطورات الحرب واتساعها هو الأميركي أولا، وثانيا إسرائيل، وليس سرا أن كل الجبهات اشتعلت مع اشتعال جبهة غزة، فالأميركي هو القادر على لجم عدوانية إسرائيل. فإذا كان حريصا على تهدئة الوضع في المنطقة ومن ضمنه لبنان فعليه أن يضغط على الإسرائيلي لإيقاف جرائم الحرب التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني في غزة، لأنه في حال توقفت هذه الحرب وساد الهدوء، سينعكس ذلك على كل الجبهات الأخرى ومنها لبنان وإلا فإن الأمور تذهب باتجاه التصعيد.
وأعرب خواجة عن اعتقاده أن الأوضاع الأمنية على الحدود الجنوبية لاتزال ضمن نطاق معين، وليس ضمن قواعد الاشتباك، بل هناك ضربات لها حدود ترسم، ومن يمكنه توسعة الحرب أكان على الجبهة اللبنانية أو الجبهات الأخرى هو الأميركي الذي يمول هذه الحرب ويدعم الكيان الإسرائيلي من خلال جسر جوي وبحري وبأحدث ما يملك من التكنولوجيا في خلال الأشهر الثلاثة، وكل ذلك لم يرعب محور المقاومة في لبنان أو غيره كما لم يثبت جدواه، ولتتفضل الإدارة الأميركية إذا كانت صادقة ولا تريد توسعة الحرب أن تضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على غزة.
وفي السياق، توقف خواجة عند حركة الموفدين الدوليين باتجاه لبنان ومطالبته تنفيذ القرار 1701، مؤكدا أن لبنان مع هذا القرار ومع تطبيقه، ومن يخرقه برا وجوا هي إسرائيل وقد سجلت قوات اليونيفيل العاملة في الجنوب أكثر من 20 ألف خرق منذ 2006 إلى اليوم. أما وأن أي موفد يزور لبنان أو غير لبنان ويطالبنا بتنفيذه فإن جوابنا متمسكون به ولتلتزم به إسرائيل، أما إذا كانت تعتقد ومعها الأميركي بتوفير حزام أمان لحدود هذا الكيان في الجنوب فهو حلم إبليس في الجنة، فليست وظيفة الجيش اللبناني ولا المقاومة حمايتها.