٭ كان لقاؤنا أسبوعيا يوم الجمعة في منزلنا بمنطقة الشهداء على وجبة الغداء، لم يكن وجود (أبو خالد: حمد عبدالله الخريف) مناسبة عادية، بل هو ركيزة أساسية في أي اجتماع عائلي لأنه (عميد العائلة)، وأكثرهم صلة بالجميع، (أبو خالد) هو المرجع لكل اسم أو موضوع يخص العائلة، (أبو خالد) موسوعة من المعارف في العائلة والأقارب والأنساب والأصدقاء.
![](/articlefiles/2024/01/1219610-1.jpg?w=600)
٭ إذا خرجت مع (أبو خالد) إلى مكان عام فعليك أن تحسب أن نصف الوقت سيكون مخصصا للسلام والتعارف لكل من يلقاه، يعرفه أو لا يعرفه، وحتما سيجد رابطا للتعارف والحديث مع هذا العابر صغيرا كان أم كبيرا. كان محل احترام وتقدير من الجميع سواء في مكان سكنه وعمله بمنطقة خيطان في الستينيات ثم منطقة الفيحاء في السبعينيات والثمانينيات، وأخيرا في منطقة الأندلس بعد ذلك.
٭ (أبو خالد) عندما كان يسلم على شخص ما يعطيه كل اهتمامه من النظر والسلام بحرارة والقرب منه، وأحيانا يمسك بكلتا يديه على يدي من يلتقيه حبا وتقديرا وقربا له. تشعر بأن (أبو خالد) طاقة من الأخلاق والمودة والعلاقات العامة. كانت له أكثر من ديوانية في الأسبوع بمنزله في منطقة الأندلس، لكن أهمها ديوانية العائلة يوم الثلاثاء، والتي استمرت لما يقارب 30 عاما ولم تتوقف إلا بعد انتشار مرض (كورونا)، وعندما ضعف بصره شعر بأن اهتمامه المعتاد بضيوفه سيقل كثيرا، لذا لم تفتح الديوانية بعدها.
٭ ولحرص (أبو خالد) على صلة الأرحام بين أفراد العائلة أنشأ مجموعة في الواتساب قبل أكثر من عشر سنوات (بتاريخ: 22/7/2012) أسماها (الخريف في الكويت والسعودية)، وكتب عنوانا لها «اللهم اجمع هذا القروب على المحبة والتواصل»، كما أنشأ مجموعة أخرى لربط الأنساب مع العائلة بنفس الفترة تقريبا (2/8/2013).
٭ (أبو خالد) له طريقته الخاصة في معرفة الناس وتفقد أحوالهم من الأقارب أو من غيرهم، فهو يسأل عن التفاصيل، فهو دائم التفقد لكبار السن في العائلة ويجلس معهم طويلا، ويزور المرضى منهم في المستشفيات الكبير والصغير، الأقرباء والأصدقاء، ويتواصل بالهاتف معهم، كما أنه كان دائم الحضور في المناسبات العائلية من أفراح وأعياد وغيرها. ولا أنسى ما حييت دموعه عندما علم بمرضي، ورسالته لي عندما غادرت للعلاج في10/10/2018، لا بل قام بزيارتي أثناء فترة علاجي في لندن في 11/4/2019.
٭ الكل يعلم أن (أبو خالد) كان بارا بوالده (عبدالله) وكان هو بمنزلة وكيله في جميع معاملاته الإدارية والتجارية إلى أن توفي في (6/11/1980)، ووالدته (سارة) التي لم يتركها أبدا حتى وفاتها (1/7/2013)، وأيضا كان شديد العناية بأخته وأشقائه وأبنائه وأحفاده، فكان بمنزلة الأب لهم جميعا.
٭ كان (أبو خالد) مجدا في عمله بوازرة الداخلية في فترة الستينيات والسبعينيات، وكان على علاقة طيبة مع زملائه في العمل خاصة في مخفر خيطان، وكان ذكيا في الكشف عن الجرائم التي حدثت في وقته، وعندما حصل الغزو على الكويت تأثر بشكل كبير، ولم يغادر الكويت وبقي حتى التحرير.