رفع التصعيد التركي على مواقع قوات سورية الديموقراطية (قسد) خلال الأيام الفائتة، ردا على مقتل 9 جنود أتراك على يد «حزب العمال الكردستاني» (PKK)، منسوب التساؤلات حول احتمال شن أنقرة عملية برية جديدة شمال سورية.
وقال الباحث ومحلل السياسة الخارجية والأمن في أنقرة عمر أوزكيزيلجيك، إن الاستراتيجية التركية كانت تقوم على أن العمليات العسكرية تكون عادة ردا على هجمات قد تتعرض لها قواتها، لكن ذلك تغير في الأشهر الماضية، حيث أصبح النهج التركي قائما على عقاب «بي كيه كيه» وأذرعه عبر قصف المواقع التابعة لهم.
ورجح أوزكيزيلجيك في تصريح لموقع تلفزيون «سوريا» زيادة وتيرة القصف التركي لمواقع قسد في سورية، كما حدث في الشهر الماضي، حيث أشار إلى أن حصيلة القصف الجوي التركي عبر الطائرات المسيرة، وصلت إلى 13 ضربة في شهر ديسمبر الماضي، بعدما كان الحصيلة المعتادة تصل إلى 4 ضربات في الشهر.
في الوقت ذاته، يعتقد الباحث التركي، أن هذه الضربات لن تكون حلا لإنهاء التهديدات القادمة من «المجمعات الإرهابية»، سواء في شمالي سورية أو العراق، مضيفا ان إنهاء الخطر يتم عبر عملية عسكرية للجيش التركي، والجيش الوطني السوري، بالتنسيق مع قوات البيشمركا وحكومة كردستان العراق. لكن أوزكيزيلجيك أن ما يمنع تركيا من إطلاق عملية عسكرية برية، هو الموقف الروسي والأميركي، فضلا عن تهديدات واشنطن بفرض عقوبات اقتصادية على أنقرة في حال بدأت هجمات على «قسد» من هذا النوع، ولذا توقع الباحث، أن تبقى الهجمات التركية محدودة عبر الجو.
ويتفق الباحث في الشأن التركي والعلاقات الدولية محمود علوش مع ما ورد، حيث ذكر أن قيام تركيا بعملية عسكرية جديدة في شمال شرقي سورية معقد في الوقت الحالي، ويستدعي توافر ظروف ليست موجودة حاليا، مضيفا أن تركيا لا تزال تولي أهمية للديبلوماسية مع الولايات المتحدة وروسيا للتوصل إلى نتائج مفيدة لها.
وأفاد علوش، في تصريح لذات الموقع، بأنه ورغم التقدم الذي حققته تركيا لجهة تقويض القدرة العسكرية لـ «حزب العمال الكردستاني» في العراق وسورية، إلا أن القضاء الكامل على خطر التنظيم يستدعي أولا إنشاء منطقة عازلة على طول الحدود الجنوبية التركية، والتعاون بشكل أوثق مع دول الجوار في مكافحة «الإرهاب الانفصالي».
وكانت الضربات التركية الجوية خلال الايام الماضية شملت عددا كبيرا من المواقع على طول الشريط الحدودي وتركزت في مدينتي عامودا والدرباسية ومناطق في القامشلي وصولا إلى ريف حلب الشرقي مرورا بريف الرقة الشمالي.