لم يتوقف القصف الاسرائيلي المكثف على قطاع غزة رغم انجاز الاتفاق على ادخال المساعدات الانسانية إلى المحاصرين في المناطق الأكثر تضررا، مقابل ايصال الأدوية للمحتجزين الاسرائيليين في القطاع أمس، في وقت شددت واشنطن على ضرورة التوصل الى اقامة دولة فلسطينية.
وفي مؤشر على صعوبة المواجهات الميدانية التي يخوضها، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه قام بإنزال جوي للفرقة 98 في خان يونس شمل السلاح والعتاد والوقود والغذاء، فيما أفاد بإصابة 35 عسكريا إسرائيليا في معارك قطاع غزة خلال 24 ساعة فقط.
وأعلنت كتائب عز الدين القسام تدمير 6 دبابات إسرائيلية من نوع «ميركافا» وناقلة جند في مخيم المغازي وسط قطاع غزة، وكذلك قنص 4 جنود واستهداف قوة من 7 جنود والإجهاز عليها من مسافة صفر، فضلا عن تفجير عبوة بمجموعة جنود تحصنوا داخل مسجد، وقد نقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه وفقا للتقييمات الأخيرة للحرب المستمرة فإن «الصراع قد يستمر حتى عام 2025».
في المقابل، تواصلت الغارات الاسرائيلية المكثفة على عدة مناطق في القطاع وطال جباليا ومدينة وغزة ومخيم الدرج وخان يونس جنوب القطاع.
انتشار التهاب الكبد الوبائي
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة التابعة لـ «حماس» ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي على قطاع غزة إلى «24448 شهيدا غالبيتهم من النساء والفتية والأطفال»، منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر.
وأفادت الوزارة، في بيان أمس، بمقتل 163 شخصا خلال 24 ساعة، مشيرة إلى إصابة 61504 بجروح، وبحسب الوزارة لايزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات ولا يمكن الوصول إليهم.
وفي إطار تداعيات الحرب المتواصلة منذ 103 أيام، حذرت الوزارة من انتشار مرض التهاب الكبد الوبائي في صفوف النازحين داخل مراكز الإيواء في القطاع، مع تواصل الحرب الإسرائيلية لليوم 103.
وقالت الوزارة في بيان إنه تم رصد انتشار التهاب الكبد الوبائي من نوع A في أماكن النزوح في قطاع غزة.
وأضافت أن «انتشار المرض نتيجة الاكتظاظ وتدني مستويات النظافة في أماكن النزوح بقطاع غزة».
الوساطة القطرية
ومرة أخرى تمكنت الوساطة القطرية من التوصل لاتفاق بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) لتبادل إدخال المساعدات الإنسانية والأدوية.
وأعلن المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري «نجاح وساطة دولة قطر بالتعاون مع الجمهورية الفرنسية الصديقة، في التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل و«حماس»، يشمل إدخال أدوية وشحنة مساعدات إنسانية إلى المدنيين في قطاع غزة، لاسيما في المناطق الأكثر تأثرا وتضررا، مقابل إيصال الأدوية التي يحتاج إليها المحتجزون في القطاع».
ونقلت وكالة الأنباء القطرية الرسمية (قنا) عن الأنصاري قوله إن الأدوية والمساعدات سيتم نقلها إلى مدينة العريش المصرية «على متن طائرتين تابعتين للقوات المسلحة القطرية، تمهيدا لنقلها إلى قطاع غزة».
والأدوية التي سيتم إيصالها إلى المحتجزين في غزة تكفي لعلاجهم لمدة ثلاثة أشهر، وفقا لباريس التي تأمل تكرار هذه المبادرة إذا لم يتم الإفراج عنهم قبلا.
وتولى تنسيق عملية جمع الأدوية المطلوبة مركز الأزمات التابع لوزارة الخارجية الفرنسية، حسبما أعلن مديره فيليب لاليو.
وأوضح لاليو أن المركز اشترى الأدوية وأرسلها إلى الدوحة السبت ضمن «الحقيبة الديبلوماسية».
وقال ديبلوماسي مطلع على المباحثات لوكالة «فرانس برس» إن الاتفاق أتى بعد زيارة لقطر قامت بها أسر الرهائن والتقت خلالها رئيس الوزراء.
وأضاف الديبلوماسي، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، «سرعت قطر جهودها لدى حماس وإسرائيل بشأن ضرورة توفير الأدوية للرهائن وللمدنيين الفلسطينيين في غزة»، مشددا على أن الطرفين وافقا.
سياسيا، دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إسرائيل إلى مساعدة السلطة الفلسطينية بدلا من وضع العقبات أمامها، معتبرا أن ذلك ضروري لأمنها.
وفي حديثه في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا، جدد بلينكن دعوته إلى «مسار يؤدي إلى دولة فلسطينية» حتى في الوقت الذي تدعم فيه واشنطن حملة القصف الإسرائيلي المدمرة على غزة.
وقال بلينكن «لن تحصلوا على الأمن الحقيقي الذي تحتاجونه في غياب ذلك. وبطبيعة الحال، لتحقيق هذا الهدف، يجب أن تتضمن المعادلة سلطة فلسطينية أقوى ومستصلحة يمكنها تقديم خدمات لشعبها على نحو فعال».
وأضاف بلينكن أن السلطة الفلسطينية الفعالة لا يمكنها أن تعمل إلا «بدعم من إسرائيل وبمساعدة من إسرائيل، وليس بمعارضتها المستمرة.. حتى السلطة الفلسطينية الأكثر فعالية ستواجه الكثير من المتاعب إذا ووجهت بمعارضة الحكومة الإسرائيلية».
تدهور في الضفة
وفي الضفة الغربية المحتلة، قتلت إسرائيل سبعة فلسطينيين على الأقل في هجومين بطائرات مسيرة، حيث تنفذ قواتها عمليات عسكرية واسعة، بحسب مصادر رسمية فلسطينية.
وأعلن إسعاف الهلال الأحمر مقتل أربعة في قصف بطائرة مسيرة في مخيم طولكرم بشمال الضفة، بينما أفادت وكالة «وفا» عن مقتل ثلاثة بالطريقة نفسها في مخيم بلاطة بمدينة نابلس.
وأكد منسق لجنة الخدمات في المخيم فيصل سلامة حصيلة القتلى، وأوضح لـ «فرانس برس» أن الجيش الاسرائيلي حاصر المخيم بطائرات وأعداد كبيرة من الجيش الاسرائيلي، ومسيرات.
وأفاد مصور «فرانس برس» في المخيم بسماع «انفجارات مدوية وتصاعد دخان أسود كثيف» وإطلاق نار متقطع. وفي مخيم بلاطة، نقلت «وفا» عن مصادر أمنية «استشهد ثلاثة مواطنين، في قصف طائرة مسيرة للاحتلال، في مركبة قرب مخيم بلاطة».
واعترف الجيش الإسرائيلي أنه قتل في غارة جوية عبدالله أبوشلال، بزعم انه خطط مع أفراد خليته لتنفيذ عملية على المدى الوشيك، وأنه مسؤول عن «عدة عمليات» خلال العام الماضي تشمل هجوما في القدس الشرقية المحتلة.