شتاء وراء آخر وعاصفة تلو أخرى، ومازالت معاناة النازحين السوريين في شمال غرب البلاد مستمرة، بل إنها تتفاقم مع كل هطل مطري بسبب تراجع الاستجابة الدولية وتقليص الكثير من المنظمات الدولية مخصصاتها لتلك المناطق بدعوى نقص التمويل.
وكما كل شتاء ناشدت منظمات اغاثية محلية الأمم المتحدة والمنظمات الدولية تقديم مساعدات عاجلة لهؤلاء النازحين الذين فاقمت المنخفضات الجوية والعواصف المتتالية لهذا العام مأساتهم، وداهمت الهطولات المطرية الغزيرة والسيول مخيماتهم العشوائية وأوقعت خسائر فادحة.
وقال فريق «منسقو استجابة سورية» إنه لم يعد هناك مكان آمن لإيواء أكثر من مليوني نازح ومهجر ضمن المخيمات في شمال غرب البلاد، مع انهيار مئات الخيم وتدمير عشرات الوحدات السكنية نتيجة سوء التنفيذ، إضافة إلى الحرائق ضمن الخيام والإصابات بين الحروق والاختناق، بسبب استخدام وسائل تدفئة بدائية وغير آمنة.
وأكد الفريق تضرر آلاف النازحين ضمن المخيمات والتجمعات العشوائية في المنطقة بسبب الهطولات المطرية والعواصف العديدة التي ضربتها منذ بداية العام الحالي وطالت نحو 35% من قاطني المخيمات.
وقدم «منسقو استجابة سورية» في بيان مناشدة إلى المنظمات والهيئات الانسانية العاملة لـ: تقديم المساعدة العاجلة والفورية للنازحين القاطنين في المخيمات والتجمعات العشوائية الواقعة في شمال غربي سورية، وخاصة أن أغلب المنظمات الإنسانية لم تبدأ بأي تحرك فعلي في تقديم مستلزمات الشتاء، بالتزامن مع انخفاض شديد في عمليات الاستجابة الإنسانية لتعويض الأضرار والتي لم تتجاوز بالمطلق 7% للأضرار السابقة.
وطالب جميع المنظمات والهيئات الإنسانية، المساهمة الفعالة بتأمين احتياجات النازحين ضمن المخيمات بشكل عام، والعمل على توفير الخدمات اللازمة للفئات الأشد ضعفا (الأطفال، النساء، كبار السن)، ومحاولة عدم تكرار الأخطاء الماضية من حيث الانتظار حتى حلول الكوارث والبدء بعمليات الاستجابة.
ودعا إلى العمل على إصلاح الأضرار السابقة، ضمن تلك المخيمات وإصلاح شبكات الصرف الصحي والمطري وتأمين العوازل الضرورية لمنع دخول مياه الأمطار إلى داخل الخيام، حيث من المتوقع زيادة نسبة الأضرار بشكل أكبر ليشمل نسبة كبيرة من المخيمات في المنخفض القادم.
من جهته، أعلن الدفاع المدني «الخوذ البيضاء» ارتفاع منسوب مياه نهر العاصي في مناطق ريف إدلب الغربي، بسبب الهطولات المطرية الغزيرة، وفتح عدة سدود منشأة على النهر، ما تسبب بفيضان عدة مجاري مياه رافدة للنهر في مناطق الزوف والحمبوشية وعين البيضا ودركوش وخربة الجوز في ريف إدلب الغربي، ما أدى إلى تضرر عدة مخيمات بسبب السيول وغمر الكثير من منازل للمدنيين في دركوش، وغمر أراض زراعية في منطقة تلول بالقرب من مدينة سلقين في الريف نفسه.
وذكر ان فرقه عملت على تدعيم الساتر الترابي المقام على كتف نهر العاصي في منطقة تلول، لمنع وصول مياه النهر إلى قرية تلول والحردانة والمدلوسة وغمر المنازل فيها.