في هـذا العصر الذي يشهد توسع «إنترنت الأشياء» بشكل متزايد، أصبحت الأجهزة المتصلة بالشبكة جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. هذه الأجهزة، من الساعات الذكية إلى المكانس الكهربائية والسيارات، تقدم فوائد متعددة، لكن هل نحن مدركون لمستوى أمان هذه الأجهزة؟
على سبيل المثال، في بعض الحالات، تم اكتشاف ثغرات أمنية فـــي الأجهزة الذكية التي سمحت للمـــهاجمين بالوصول إلى شبكات منــزلية، مما يشكل تهديدا للخصوصية وأمان البيانات، وفي حوادث أخرى، تم استخدام الأجهزة المنزلية المتصلة كوسيلة للهجوم.
مع زيادة راحتنا وكفاءتنا بفضل «إنترنت الأشياء»، نواجه أيضا تحديات أمان كبيرة، فالعديد من هذه الأجهزة تفتقر للحماية الكافية ضد الهجمات السيبرانية، مما يجعلها نقاط ضعف يمكن استغلالها لاختراق شبكات أوسع والوصول إلى بيانات حساسة.
يجب على الأفراد أن يكونوا مدركين لأمن الشبكات التي يتصلون بها واستخدام تقنيات التشفير والحماية المتقدمة حيثما أمكن. كما يجب عليهم أيضا الحفاظ على معلوماتهم الشخصية وبياناتهم بأمان وعدم مشاركتها بشكل غير آمن.
ولتحقيق أمان شامل، نتمنى من الحكومة تبني برنامج تطوير وطني يشمل مبادرات توعية عامة، ورش عمل تعليمية، وحملات إعلامية لرفع الوعي حول أمان الإنترنت.
يمكن لهذا البرنامج أن يتضمن التعاون بين القطاعات الحكومية، المؤسسات التعليمية، والشركات الخاصة لتطوير استراتيجيات أمان فعالة، وعلى سبيل المثال، يمكن إنشاء مراكز متخصصة في الأمن السيبراني تقدم دورات تدريبية وموارد تعليمية للأفراد والشركات. كذلك، يمكن تنظيم حملات وطنية لتشجيع المواطنين على تحديث أجهزتهم وتعليمهم طريقة حماية أنفسهم.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للحكومة تطوير سياسات وتشريعات لضمان تطبيق معايير أمان صارمة في تصميم وإنتاج الأجهزة الذكية. ويتضمن ذلك متطلبات لتحديثات أمنية منتظمة من قبل الشركات المصنعة، كما يجب تعزيز الأمان السيبراني في البنية التحتية الوطنية والشبكات العامة، مع تطبيق تقنيات التشفير المتقدمة والحماية الشاملة للبيانات.
وفي الختام، التعاون بين الأفراد، الشركات، والحكومة ضروري لبناء بيئة رقمية أكثر أمانا بنهج متكامل، يمكن للمجتمع الكويتي الاستفادة من فوائد إنترنت الأشياء مع تقليل المخاطر والتهديدات الأمنية.