اعتبرت وزارة الخارجية السورية أنه «لا مبرر» لضربات يشنها بين الحين والآخر الطيران الأردني في جنوب سورية في إطار مكافحته لعميات تهريب المخدرات.
وهذه المرة الأولى التي تدين فيها دمشق الضربات الجوية الأردنية على أراضيها.
وشنت طائرات أردنية مرات عدة غارات داخل الأراضي السورية، إجمالا بالقرب من الحدود الأردنية، وتستهدف بشكل أساسي عمليات تهريب وتجارة المخدرات التي أعلنت عمان مرارا عزمها التصدي لها والتعاون مع دمشق لمواجهتها.
وشددت وزارة الخارجية السورية «على أنه لا مبرر لمثل هذه العمليات العسكرية داخل الأراضي السورية»، مشيرة إلى أنها «تحاول احتواءها حرصا منها على عدم التوتر أو التأثير على استمرار استعادة العلاقة الأخوية بين البلدين».
وأعربت الخارجية «عن الأسف الشديد جراء الضربات الجوية التي وجهها سلاح الجو الأردني إلى قرى ومناطق عدة داخل الأراضي السورية» وآخرها غارات السويداء التي «ذهب ضحيتها عدد من المدنيين من الأطفال والنساء».
واعتبرت «الخارجية السورية» أن التصعيد الأخير «لا ينسجم إطلاقا مع ما تم الاتفاق عليه بين اللجان المشتركة من الجانبين»، مؤكدة أن سورية أبدت استعدادها «للتعاون مع المؤسسات المدنية والأمنية الأردنية إلا أن تلك الرسائل تم تجاهلها ولم نتلق ردا عليها ولم تلق أي استجابة من الجانب الأردني».
ورداً على ذلك، أكدت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين، أن تهريب المخدرات والسلاح عبر الحدود السورية إلى الأردن خطر يهدد الأمن الوطني، وأن الأردن سيستمر في التصدي لهذا الخطر ولكل من يقف وراءه.
وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة د. سفيان القضاة إن الأردن زود الحكومة السورية بأسماء المهربين والجهات التي تقف وراءهم، وبأماكن تصنيع المخدرات وتخزينها وخطوط تهريبها، إلا أن أي إجراء حقيقي لتحييد هذا الخطر لم يتخذ، لافتا إلى أن محاولات التهريب شهدت ارتفاعا خطيرا في عددها.
وأضاف القضاة أن عمليات تهريب المخدرات والسلاح من سورية إلى الأردن، تمثل تهديدا مباشرا لأمن الأردن سيظل يتصدى له بكل حزم حتى دحره بالكامل.
وردا على اتهام دمشق لعمان بتسهيل دخول الأسلحة والمقاتلين عبر أراضيه ابان الحرب، رفض الناطق الرسمي أي إيحاءات بأن الحدود الأردنية كانت يوما مصدرا لتهديد أمن سورية، أو معبرا للإرهابيين الذي كان الأردن أول من تصدى لهم، بل كان دوما وسيبقى صمام أمان ودعم وإسناد لسورية الشقيقة وشعبها الكريم في درعا والسويداء المجاورتين وفي كل أنحاء سورية.