مبارك الخالدي
نظمت اللجنة الثقافية بالنادي العربي أمس الأول ندوة رياضية بعنوان «الرياضة الكويتية أيام زمان»، وذلك على مسرح المرحوم أحمد الرومي بالنادي حاضر فيها الباحث بالتراث الكويتي فؤاد المقهوي ورئيس جمعية التراث الكويتي فهد العبدالجليل، حيث استعرض الباحثان تاريخ نشأة كرة القدم في الكويت ومراحل تطورها بالوثائق والصور، وذلك بحضور رئيس مجلس إدارة النادي العربي عبدالعزيز عاشور وأعضاء مجلس الإدارة ونخبة من جيل الرواد.
وفي افتتاح الندوة قدم رئيس اللجنة الثقافية بالنادي العربي حسين مقصيد التهنئة لصاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد بمناسبة توليه مسند الإمارة، مستذكرا الدور الكبير للراحل سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، كما هنأ الرياضيين بمناسبه تأهل منتخب كرة اليد إلى مونديال 2025، لافتا إلى أن الندوة هي باكورة عمل اللجنة بعد توقف لثلاث سنوات بسبب جائحة كورونا.
من جانبه، قال المقهوي: «اليوم نتحدث عن الرياضة الكويتية منذ بداية نشأتها عام 1933 حيث افتقدت الديرة في تلك الأيام وسائل الترفيه فاتجه الشباب إلى الرياضة وكرة القدم، وخلال هذه الفترة اتسعت الرياضة وتطورت نتيجة للاهتمام من الرياضيين والمسؤولين عبر إنشاء الأندية في الخمسينيات، حيث تم إنشاء من 10 إلى 12 ناديا في تلك الحقبة»، مضيفا: «للأسف تلك الحقبة شبه ميتة، ولا أحد يعرفها إلا القليل نتيجة لعدم تسليط الضوء الكافي عليها وهذه هي الغاية من الندوة، فالرياضة في الكويت عريقة وشهدت الكثير من الأسماء اللامعة وتجاوز تاريخها الـ 100 عام». وبين أن أول من نقل لعبة كرة القدم من الهند إلى الكويت هو المرحوم فهد السديراوي، كما أن أول حكم هو المرحوم عبدالمنعم بن عيسى، وكان يسمى بـ «المصفر».
من جانبه، قال العبدالجليل: «إن حقبة الخمسينيات هي من أهم الحقب التاريخية للرياضة بسبب بداية انطلاق التنظيم، حيث شهدت تأسيس الأندية وإشهار الاتحاد وتوفير المقرات والملاعب وتشكيل مجالس الإدارات ودفع الأعضاء لرسوم الاشتراكات».
وأوضح انه خلال بحثه في تلك الفترة اعتمد على المقابلات الشخصية في الصحف والمجلات مع جيل الرواد من المؤسسين واللاعبين بتلك الأندية، وهي النواة الأولى لانطلاق كرة القدم بالكويت، مبينا أنه «بعد قرار حل الأندية عام 1959 أعيد إشهارها عام 1960 بمسمياتها الحديثة وهي العربي والقادسية والكويت، حيث اعتمدت هذه الأندية على لاعبي الأندية القديمة فشكلت أندية الخليج والعروبة والتعاون النادي العربي، وشكل نادي الجزيرة والقبلي نادي القادسية، والنادي الأهلي شكل نادي الكويت، ونادي كاظمة لاحقا اعتمد في تشكيله على نادي النهضة وشملت عملية الانتقال والتشكيل أيضا الإداريين ومجالس الإدارات في وقتها».
مقتطفات من الندوة
٭ أكد الباحثان المقهوي والعبدالجليل، أن المشرع الكويتي حرص منذ البدايات علي إنشاء الأندية لاحتواء الشباب وتنمية هواياتهم وإبعادهم عن المؤثرات الخارجية، إذ تضمنت القوانين التي سميت فيما بعد «الأنظمة الأساسية» الحرص على الشباب.
٭ أشار الباحثان إلى أن اللاعب في تلك الحقبة كان يمثل ناديه في عدة ألعاب هي كرة القدم والسلة واليد، ولاحقا الطائرة.
٭ قدم الباحثان صورا نادرة لوثائق الميزانيات لبعض الأندية وصور الفرق والمباريات في حقب مختلفة.
٭ استعرض الباحثان أسماء المؤسسين الأوائل وأعضاء مجالس الإدارات واللاعبين القدامى، ومن بينهم لاعبون عرب وأشهر المباريات في تلك الفترة.
٭ أوضح الباحثان أن للطلبة الدارسين في الخارج بالثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات دورا في نقل كرة القدم إلى البلاد. وبينا أن الجمهور كان يحضر بشغف تلك المباريات ويظل واقفا طوال الوقت لعدم وجود مدرجات.