المواطن الكويتي اليوم واقعي يعرف مدى الفجوة بيننا وبين دول الخليج ـ مع الأسف ـ على جميع الأصعدة والمستويات، وأول العلاج لأزماتنا أن نعترف ونرضى ولا نكابر، فحقا الفرق شاسع بيننا، ومن هذا الاعتراف يبدأ الحل ونخرج من هذا الجمود الذي أصاب النهضة والتقدم بالكويت.
الناظر إلى دبي واقتصادها والتقدم والازدهار هناك يدرك مكاننا الحقيقي في النهضة الاقتصادية، والذي يرى تقدم قطر على المستوى الرياضي والتنظيمي والتخطيطي يصاب بالإحباط بسبب ما لدينا من تراجع في هذا المجال. وقس على هذا دول الخليج في مجالات التعليم والبنية التحتية والسياحة والإعمار والصحة والخدمات، لذلك حقا يجب أن نقف ونبحث عن حل فالفجوة بيننا كالكون كل يوم تكبر إن لم نتدارك ونعمل بجد واجتهاد.
ولعل أول الحلول الاستعانة بالأشقاء ونقل تجاربهم والاستفادة منهم، وهذا لا يعيبنا أبدا فهذه الأيام دول، فبالأمس هم استفادوا من نهضة السبعينيات الكويتية ونقلوا التجربة فلا ضير لو أعدنا هذه المسألة، واستعنا بدبي في تأسيس مركز مالي واقتصادي ضخم، وكيف نحول الكويت لدولة عصرية حديثة، والاستفادة من الدوحة في التخطيط والتنظيم والتجربة التعليمية والرياضية، وننقل تجربتهم في التنظيم ووضع قوانين متواكبة مع التنمية والتطوير، ونتواصل مع الاخوة في الرياض للاستفادة من الطاقات الشبابية، ودعم القطاع الخاص للدولة في التنمية الداخلية.
ننصح سمو الشيخ الدكتور محمد الصباح بالتواصل مع الأشقاء والاستفادة منهم، وتضمين هذا التعاون في خطة التنمية حتى لا نكرر الأخطاء ونركب سكة قطار التنمية التي توقفت لدينا لعقود، فوجود هذه التجارب الخليجية على الطاولة ودراستها والاستفادة منها يقفز بنا لأعوام، لعلنا ندرك البعد التنموي الذي نرصده كلما زرنا دول الخليج ونطمح إلى استعادة مكانتنا وتدارك أي أخطاء أدت إلى تراجعها.
المواطن الكويتي اليوم يرنو إلى الإنجازات، وهو ما لا يمكن تحقيقه عن طريق الأفكار التقليدية. وعلاقات سمو رئيس الوزراء كفيلة بأن تشكل لجنة استشارية لخطة تنمية حقيقية لعلها تنعش المواطن وتجعله ينتظر كويت جديدة حقا.