بيروت ـ زينة طباره
رأى النائب المستقل د.غــسـان سـكــاف ان الانتخابات الرئاسية ما بعد «طوفان الأقصى» لن تكون كما قبله، اذ ان نتائج الحرب ستغير في أساس المعادلة الإقليمية الراهنة، وستنعكس حتما على الداخل اللبناني سلبية كانت او ايجابية، وما على القوى السياسية اللبنانية بالتالي، إلا ان تستفيد من توتر الأوضاع في المنطقة الاقليمية، وتبادر إلى ابرام تفاهمات حاسمة بين اطرافها لإنهاء الشغور الرئاسي، لا ان تنتظر ما ستؤول إليه وساطة اللجنة الخماسية، لا سيما ان ثلاث نقاط أساسية، حتمت دخول الاستحقاق الرئاسي في دائرة المراوحة، وهي التالية:
1 ـ تحرك الخماسية على خطين متناقضين، بحيث دفعت من جهة باتجاه انتخاب رئيس في لبنان، وساهمت من جهة ثانية سواء عن قصد او عن غير قصد، بتأخير الاستحقاق الرئاسي، من خلال ايحائها بأن الانتخابات الرئاسية تحتاج إلى توافقات إقليمية ودولية لم تكن متاحة، وهو ما دفع بالداخل اللبناني إلى فرملة الاستحقاق بانتظار ما ستؤول إليه مساعي الخماسية.
2 ـ تغيير الأولويات لدى الدول المنبثقة عنها اللجنة الخماسية، بحيث استبدلت الاستحقاق الرئاسي في لبنان بالحرب على غزة.
3 ـ التباينات بين أعضاء اللجنة الخماسية خصوصا لجهة توقيت انجاز الاستحقاق الرئاسي، وهو ما تجلى بوضوح من خلال السعي الفرنسي لفصل الرئاسة في لبنان عن الحرب الإسرائيلية على غزة، فيما ترتئي الولايات المتحدة بعد ان ارتاحت للتمديد للقادة الأمنيين، صياغة تسوية سياسية إقليمية يكون لبنان جزءا منها.
ولفت سكاف في تصريح لـ«الأنباء»، إلى انه كان من المفترض انسحاب التفاهم الذي انتهى بالتمديد لقائد الجيش، على الاستحقاق الرئاسي، خصوصا ان المساعي الداخلية للوصول إلى توافق بين القوى السياسية، مازالت قائمة وتعمل على اجتراح حل عملي ينهي الشغور الرئاسي، علما ان المطلوب ليس تعيين رئيس، انما انتخاب رئيس وفقا للآليتين الدستورية والديموقراطية، وذلك من خلال التوافق على ادخال مرشح ثالث إلى السباق الرئاسي بالتوازي مع مرشحي المعارضة والممانعة، على ان يتم اختياره من ضمن سلة أسماء توافقية، لا يصطدم لا بـ«فيتو» مسبق من الثنائي الشيعي، ولا باعتراض القوات اللبنانية او التيار الوطني الحر، ولا برسم علامة استفهام حوله من قبل أي من أعضاء اللجنة الخماسية.
وردا على سؤال، لفت سكاف إلى ان ربط الاستحقاق الرئاسي في لبنان بوقف اطلاق النار في غزة، ضرب من المغامرة بكل إمكانية لقيام الدولة، وذلك لاعتباره ان نتائج الحرب على غزة ستحدد الهوية السياسية للرئيس، بحيث انها ستفرض على لبنان رئيسا طرفا في المعادلة السياسية، أي انه لن يكون للمرشح الثالث الوسطي والجامع، اي امل في الوصول إلى السدة الرئاسية، فما بالك والتجارب السابقة اثبتت عدم قدرة الرئيس الطرف على ممارسة الحكم والنهوض بلبنان، الأمر الذي ان تكرر، سيعزز الانقسامات الداخلية، وسيمدد بالتالي امد الإقامة في جهنم، وربما قد يقود الداخل إلى حرب أهلية جديدة تقضي على ما تبقى من الكيان اللبناني، من هنا وجوب انتخاب رئيس قبل وقف اطلاق النار في غزة، وقبل ان تطيح الرياح الإقليمية القادمة بكل أمل لملء الشغور الرئاسي.