- وليد جنبلاط يتراجع عن وصفه «خيار لبنان أولاً» بالسخيف: «يجعلني أتنكر لحقبة مهمة من تاريخي»
بيروت ـ منصور شعبان
فتح لقاء سفراء «المجموعة الخماسية العربية ـ الدولية»، في مقر السفير السعودي وليد بخاري باليرزة وهم: الأميركية ليزا جونسون، الفرنسي هيرفيه ماغرو، القطري الشيخ سعود بن عبدالرحمن بن فيصل آل ثاني، والمصري علاء موسى، كوة في جدار الملف الرئاسي، أعطت «المجموعة الخماسية» نفحة «أوكسجين» لاستئناف نشاطها في سبيل إيجاد صيغة تؤدي الى انتخاب رئيس جديد للبنان، لأنه في حال حصول ذلك سيسهم في إعادة ضبط الأوضاع بشكل عام وخصوصا لجهة إبعاد شبح توسيع الحرب من بوابة الجنوب لتشمل أمكنة عدة يضعها العدو الإسرائيلي في مخططاته كأهداف نجحت الاتصالات الإقليمية والدولية، حتى الآن، في تجنيب البلاد هذا البلاء.
لقاء سفراء «المجموعة الخماسية» الأول من نوعه في بيروت، بقيت مداولاته طي الكتمان، وكل ما أذيع لا يتعدى تأكيد عدم وجود خلاف بين الأعضاء، وان الغاية من الاجتماع «التشاور والتنسيق»، علما انه تخلل الاجتماع سرد كل من لديه معطيات حول تصعيد إسرائيلي من شأنه أن يبلغ نهر الأولي، شمال صيدا.
وبحسب المتداول، أن السفراء اكدوا على أن «الخماسية» لا تحل مكان إرادة اللبنانيين التي يعكسها مجلس النواب، وقد التقوا عند ما يجب اتخاذه من خطوات في المرحلة المقبلة بعد اجتماع للمجموعة في باريس او الدوحة وسط تأكيد الفصل بين الازمة الرئاسية ومجريات الأحداث الجارية في الجنوب اللبناني وغزة.
ويستشف من لقاء السفراء ان جهودا تمهيدية متوقعة لزيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان للبحث مع المسؤولين اللبنانيين بأفكار جديدة تسهم بإزالة ما يمكن من عقبات تعترض انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
وضمن هذا الإطار، أتت زيارة السفير السعودي وليد بخاري لبطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي، في المقر البطريركي بالربوة، واصفا الزيارة بـ «البروتوكولية وهي لتقديم التهاني بالاعياد وان كانت متأخرة».
وقال بخاري إنه وضع العبسي «في أجواء تحرك اللجنة الخماسية في اتجاه المساعدة على انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ورؤيتنا المستقبلية في هذا الاطار».
بدوره، اشاد العبسي بالعلاقات «الثنائية بين البلدين والشعبين وبجهود المملكة على الصعد كافة».
في الموازاة، لم تبرد العاصفة «دانييلا» الثلجية التي تضرب لبنان من حماوة الاعتداءات الاسرائيلية جنوبا، حيث واصل الطيران والمسيرات الأعمال الحربية وتهديدات قادته بتوجيه ضربة عسكرية قوية ضد لبنان، واقترنت هذه التهديدات بما كشفته وسائل الإعلام الإسرائيلية عن انتشار عدد كبير من القوات الإسرائيلية على مقربة من الحدود اللبنانية.
هذا في حين قصفت مدفعيته، أمس، بلدة حولا ومنطقة القعدة وواديي البياض وحامول ـ الناقورة، فيما أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن اعتراض هدف جوي فوق جنوب رأس الناقورة.
وأعلن حزب الله عن استهدافه «تجمعا لجنود العدو الإسرائيلي في محيط قلعة هونين بالأسلحة المناسبة» وكذلك استهدافه ثكنة «معاليه غولان» بصواريخ «فلق 1» وحققوا فيها إصابات مباشرة.
من جهة مقابلة، كشف منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في لبنان عمران ريزا عن زيارة له «في الآونة الأخيرة، بعض المناطق في جنوب لبنان للقاء الأشخاص المتضررين من الأعمال العدائية الجارية»، وتحدث إلى «بعض الذين تركوا منازلهم وأصبحوا في عداد النازحين، وأولئك ممن اختاروا البقاء في منازلهم وقراهم، على الرغم من المخاطر المحدقة بهم. ومن الواضح أن جميعهم يواجهون تحديات هائلة».
وقال في بيان أصدره مكتبه: عائشة، نازحة من كفر شوبا تبلغ من العمر 65 عاما، أخبرتني أنها نزحت أربع مرات في حياتها. وتشعر بالتعب والإرهاق. وقال لي محمد، 60 عاما، الذي قرر البقاء في قريته الحدودية، الهبارية، انه لا يستطيع تحمل تكاليف النزوح، ورغم اعتماده على المساعدات الإنسانية المحدودة إلا أنها ليست كافية».
وأضاف «منذ تصاعد الأعمال العدائية، نزح أكثر من 86 ألف شخص، وبقي حوالي 60 ألف شخص في القرى الحدودية المتضررة من تبادل إطلاق النار. وحتى اليوم، قتل ما لا يقل عن 25 مدنيا ولحقت أضرار جسيمة بالمراكز الصحية والبنى التحتية المدنية والمنازل السكنية والأراضي الزراعية».
وخلص ريزا مؤكدا «من جديد التزام الأمم المتحدة وشركائنا البقاء وتقديم الإغاثة الطارئة والحماية للمدنيين المحتاجين أينما كانوا. ولكن، ما نحتاج بشدة إليه اليوم، هو وقف التصعيد وإنهاء الأعمال العدائية».
إلى ذلك، تراجع الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عن وصفه في كلامه لصحيفة «الأخبار» ان «خيار لبنان اولا بالسخيف»، كاتبا، عبر منصة X: «في الحديث الذي أدليت به إلى جريدة «الأخبار» وصفت فيه خيار لبنان اولا بالسخيف، الأمر الذي يجعلني أتنكر لحقبة مهمة من تاريخي. لذا أتمنى اعتبار هذا الوصف في غير مكانه».
وفي المحليات اللبنانية، برز استصراخ نقابة محرري الصحافة ضمائر المعنيين بموضوع متقاعدي وزارة الإعلام «الالتفات إلى وجع هؤلاء الذين لم يقصروا يوما في نقل الحقيقة وتظهير الخبر والصورة والموقف، ونناشدهم ان يعيدوا اليهم جزءا من تعبهم».