نشرت «الأنباء» الغراء، في عدد الخميس 25 يناير خبرا، يحمل مضمونه في نظري أهمية كبرى وقيمة تضاف إلى رصيد الكويت المشرف، حكومة وشعبا.
الخبر الذي جاء في الصفحة الثانية يتحدث عن تزكية الكويت لرئاسة اللجنة العربية لوقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، وهي اللجنة التي تشكلت بناء على قرار الاجتماع الطارئ للمندوبين الدائمين في جامعة الدول العربية، وقتها أكد المندوب الدائم لدولة الكويت السفير طلال المطيري أن هذه التزكية تعكس مدى التقدير العربي لدولة الكويت في دعم القضية العادلة.
ومن وجهة نظري أن المسألة ليست متوقفة عند التقدير للموقف الكويتي المعروف تجاه القضية الفلسطينية منذ أمد طويل، بل إن المسألة تتعدى ذلك بكثير، لتصل إلى مستوى عال وكبير وصلت إليه الكويت بفضل قيادتها الحكيمة، ومواقفها الثابتة التي لاتتزحزح مهما هبت العواصف وتقلبت الأمور.
إن الكـــويت خــرجت من أزمتها إبان الغزو الصدامي الغاشــم، وقــد امتلأت تحديـــا وقوة، ولم يكــن في نيتها أبــدا أن تنتـــقم أو تثأر من الذين ساندوا المقبور صدام حسين، بل إنها تسامحت بحذر وحيطة، وكلما وجدت أن النفوس بدأت تدخل في مراحل السلام، اطمأنت، وعادت إلى عادتها المتأصلة في نفسها، وهي التسامح والميل كل الميل إلى السلام، وبالتالي لم تتخل مطلقا عن دورها العربي والإسلامي، خصوصا في شأن القضية الفلسطينية.
ومن خلال هذه المواقف الثابتة للكويت، جاء الإجماع العربي عليها لتترأس هذه اللجنة، التي تدافع عن الحق الفلسطيني ضد العدوان الإسرائيلي الغاشم على أراضيها، خصوصا في غزة التي يعاني أهلها الأمرين، بسبب التعنت الإسرائيلي، الذي أمن العقوبات الدولية، وضمن المساندة الأوروبية والأميركية، فأصبح لا يأبه لأي مشاعر إنسانية، وقرر أن يذيق أهل غزة الألم بشكل مستمر.
وخلال هذه المهمة التي تضطلع بها الكويت، فإننا نتمنى أن تنجح في مسعاها الإنساني وتتمكن بمساندة عربية وإسلامية ودولية، من أن توقف نزيف الدماء الذي طال أهل غزة، لتعود الابتسامة إلى شفاه الأطفال، والفرحة إلى قلوب الأمهات.
إننا نفخر ببلدنا الكويت، الصغير في مساحته الكبير في مواقفه، وكل ذلك حدث بفضل قيادتها الحكيمة، وأهلها الذين يتمتعون بالحس العربي، وبالسلام الداخلي وحب الخير قولا وفعلا.