مع نهاية العام الماضي وكل ما يحمل في طياته من أحزان وأفراح وإيجابيات وسلبيات، انطوى بكل ما يحمل رغم أننا كنا متفائلين حتى النخاع سواء أكان ذلك على مستوى الافراد أم الحكومة آنذاك، وها نحن نتفاءل من جديد بقدوم عام جديد وعهد جديد لعل وعسى نستطيع ان نحقق بعض الاماني والآمال التي تملأ صدورنا، وتشغل عقولنا.
عزيزي القارئ: في بداية هذا العام لو كتبنا امانينا كل في مجاله وبدأنا الخطوات والسبل الصحيحة لإنجازها وتحقيق ما نصبو اليه لتمتعنا بالسعادة الحقيقية وهي السعادة الضائعة عند اغلبنا واولها سعادة الدين، كل منا يتمنى الجنة ونعيمها ولكي نصل اليها يراد منا الصلاة في اوقاتها والزكاة والحج وايضا حفظ اللسان الذي هو سبب اغلب مشاكلنا وهمومنا، وقد يصل بنا الى حرماننا من ريح الجنة، نعم قد نحرم من ريح الجنة حتى لو كنا محافظين على صلاتنا وصيامنا، ففي الحديث الشريف قال معاذ رضي الله عنه: يا رسول الله أإنا لمؤاخذون بما نقول به؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم، أو على مناخرهم، الا حصائد ألسنتهم».. وفي قوله صلى الله عليه وسلم ايضا: «من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه»، ان اهتمامك وانشغالك بأمورك التي تعنيك تعود عليك وعلى عائلتك ومجتمعك بفوائد جمة وعظيمة اهمها التعاون وإشاعة روح الجدية والعمل والتلاحم فيما يحفظ للمجتمع مكانته المرجوة بين المجتمعات الاخرى التي تعمل للمستقبل وتترك الماضي للماضي.
عزيزي القارئ: إن الشخص الراقي هو الذي يجد خيره في خير امته وخير امته في خيره، واعلم انك، ان لم تشغل نفسك بالطاعة شغلتك بالمعصية، فمن اهتم بأمر الناس نسي أمر نفسه، فاهتم بأمرك ودعني أهتم بأمري ومستقبل مجتمعي ودعنا نترك ما لا يعنينا من احاديث ومناقشات فيها من الشر الكثير والمنفعة القليلة، وليس معنى ذلك ألا نهتم بأمور امتنا العربية والاسلامية على ان ينصب هذا الاهتمام فيما يعود على امتنا بالخير والنفع، فيجب علينا مواجهة كل مشكلة تقابلنا ونحدد اسبابها، ونضع الحلول المناسبة لها، ولا نتركها تكبر وتتفاحل، وان يكون نقدنا من اجل البناء، وليس من اجل الهدم، لكن السؤال هنا: هل قرارات المسؤولين تضع دائما في الحسبان ما امرنا به الرسول صلى الله عليه وسلم؟ وهل يوازي أي تجاوز في هذه القرارات تجاوزات كلام اللسان بالذنب والمعصية؟ هذا من باب الاستفسار! اما من باب التفاؤل في عامنا هذا، فإنني ادعو كل صاحب قرار إلى مراجعة كل قراراتهم وممارساتهم والحرص على تجنب كل ما من شأنه الإساءة للكثير من المواطنين وإن نفع القليل منهم، وأن يكون الهدف من أي قرارات هو تحقيق المصلحة العامة، وهو ما يمكن أن يقيمه المواطنون كل في مجاله.