دوت انفجارات كبيرة في منطقة السيدة زينب بريف دمشق ظهر أمس، نتيجة غارات يعتقد أنها اسرائيلية استهدفت مواقع تابعة لإيران وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى بحسب مواقع اخبارية سورية، وذلك في تصعيد جديد شهدته الأراضي السورية على خلفية الهجمات التي تتعرض لها القواعد الأميركية في البلاد وأدى أحدها لمقتل ثلاثة جنود أميركيين في قاعدة متقدمة شمال الاردن قبالة الحدود السورية.
وقال موقع «صوت العاصمة» المحلي، إن المعلومات الأولية تشير إلى استهداف بناء للميليشيات الإيرانية في منطقة المزارع بالسيدة زينب، يقع على بعد أقل من 1 كيلومتر من مكان اغتيال القيادي في «الحرس الثوري» رضي موسوي الذي قتل بغارة إسرائيلية نهاية ديسمبر الماضي. وقال موقع «أثر» الموالي ان الغارات استهدفت مزرعة مواشي في عقربا بريف دمشق.
بدوره، أكد المرصد السوري لحقوق الانسان عبر صفحته على «فيسبوك» أن الهجوم استهدف أحد مقرات حزب الله اللبناني في منطقة السيدة زينب وجرى تدمير المقر. وذكر المرصد أن قادة من الحشد الشعبي العراقي يتواجدون في منطقة السيدة زينب وتحديدا فصيلا «النجباء» و«حزب الله» العراقيان المتهمان باستهداف القواعد الأميركية. ورجح ان يكون المستهدف قياديا من الدرجة الأولى.
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن المرصد أن الهجوم أسفر عن مقتل 7 أشخاص على الاقل بينهم عناصر في مجموعات موالية لطهران.
وأوردت وكالة «تسنيم» الإيرانية للأنباء من جهتها أن «الكيان الإسرائيلي استهدف مركزا استشاريا إيرانيا في منطقة السيدة زينب».
وقال المرصد إن «قصفا إسرائيليا بثلاثة صواريخ استهدف مقرا لحزب الله والحرس الثوري الإيراني، ما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص».
وذكر المرصد أن بين القتلى سوريين اثنين، يعمل أحدهما مرافقا لضابط في الحرس الثوري الإيراني.
وفي وقت لاحق، قال مصدر عسكري سوري، وفق بيان عن وزارة الدفاع، ان الهجوم جرى من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفا عددا من النقاط جنوب دمشق، وأسفر عن مقتل واصابة عدد من المدنيين.
وفي وقت لاحق، أعلن المرصد وقوع ثاني هجوم على قواعد اميركية في سورية خلال أقل من 24 ساعة، حيث قامت مسيرات تابعة لفصائل عراقية باستهداف حقل العمر النفطي بمحافظة دير الزور شرقي سورية. وشهدت القاعدة الأميركية في معمل كونيكو للغاز هجوما آخر أدى لإصابة 3 جنود أميركيين نقلوا خارج سورية. وقال المرصد ان هجمات المسيرات على حقل العمر تزامنت مع تدريبات لقوات «التحالف الدولي» في الحقل.
وتأتي الغارات بعد أقل من يوم على إعلان فصائل عراقية موالية لإيران تنفيذها هجمات بالمسيرات على 3 قواعد عسكرية أميركية في الشدادي والركبان التنف في سورية فضلا عن قاعدة زفولون الاسرائيلية. ومن الصعب التأكد مما إذا كانت إحدى هذه الهجمات هي التي أسفرت عن مقتل 3 جنود أميركيين واصابة 34 آخرين في هجوم طال «برج 22» في شمال شرق الأردن كما اعلنت واشنطن. والمنطقة هي قاعدة لوجستية تقع قبالة منطقة الركبان السورية. ويضم «البرج 22» نحو 350 عسكريا من سلاحي البر والجو الأميركيين ينفذون مهمات دعم لقوات التحالف ضد تنظيم داعش. وهي المرة الأولى التي يقتل فيها جنود أميركيون في المنطقة منذ بدء الحرب في قطاع غزة قبل نحو أربعة أشهر.
ونفت إيران أمس ضلوعها في الهجوم، مؤكدة أنها لا تسعى إلى «توسيع» النزاع في الشرق الأوسط.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية ناصر كنعاني في بيان، إن طهران «لا تريد أن يتوسع الصراع في الشرق الأوسط»، مشيرا إلى أن الميليشيات في المنطقة لا تتلقى أوامر من إيران في قراراتها وتصرفاتها، ولا تتدخل إيران في قرارات هذه الفصائل.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قال تعليقا على الهجوم في الاردن: «نعلم أن جماعات مسلحة متطرفة مدعومة من إيران تنشط في سورية والعراق هي من نفذت الهجوم»، فيما ندد وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون «بشدة» بالهجوم وحض إيران على «خفض التصعيد في المنطقة».
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن في بيان «بينما ما زلنا نجمع وقائع هذا الهجوم، نعلم أن جماعات مسلحة متطرفة مدعومة من إيران تنشط في سورية والعراق هي من نفذته».
وتابع بايدن «سنواصل التزامنا محاربة الإرهاب. لا يساورنكم شك في أننا سنحاسب جميع المسؤولين في الوقت المناسب والطريقة التي نختارها».
ونددت بغداد بالهجوم الذي أدى الى مقتل ثلاث جنود أميركيين في الأردن، داعية إلى «وقف دوامة العنف» في المنطقة. وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية باسم العوادي في بيان «في الوقت الذي يدعو فيه العراق إلى وقف دوامة العنف، فإنه يؤكد استعداده للعمل على رسم قواعد تعامل أساسية تجنب المنطقة المزيد من التداعيات، والحيلولة دون اتساع دائرة الصراع».
وأضاف أن «انعكاس هذه التطورات يهدد السلم والأمن الإقليمي والدولي، ويقوض جهود مكافحة الإرهاب والمخدرات، وكذلك يعرض التجارة والاقتصاد وإمدادات الطاقة للخطر».