بيروت - منصور شعبان
حافظت إسرائيل على وتيرة اعتداءاتها في الجنوب وهدأت العاصفة «حيان» أمس، فيما تقطعت أوصال لبنان الجبلية، وأقفل العديد من المدارس والمؤسسات بفعل تراكم الثلوج، وفاض نهر الليطاني (في الجنوب)، كما بلغت سماكة الثلج في قرى وبلدات راشيا والبقاع الغربي 30 م في الاماكن التي يزيد ارتفاعها على 1200م، وأحدثت غزارة المطر انهيارات ترابية وصخرية أدت إلى انقطاع المياه في القرى والبلدات التي اعتادت هذه الحالة منذ زمن بعيد.
وتوقعت دائرة التقديرات في مصلحة الارصاد الجوية بالمديرية العامة للطيران المدني تساقط الثلج اليوم الخميس، اعتبارا من ارتفاع 750 م خاصة في الشمال.
بياض الثلج أسبغ على اللقاء «السداسي» الذي تم في عين التينة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري وسفراء «المجموعة الخماسية العربية الدولية» مسحة من التفاؤل بإمكانية حصول شيء ما يسهم في حسم معضلة انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، ذلك أن كل ما خرج من الاجتماع يوحي بأن الأمل موجود بحل لم يعد زمانه بعيدا كما كان في السابق، فالأجواء تؤكد أن بري والسفراء يلتقون عند فكرة فصل الاستحقاق الرئاسي عن الحرب على غزة، وأن بري أبدى الاستعداد لدعوة المجلس الى جلسة انتخاب الرئيس «لكن فلنأت الى الحوار أولا ولنتفق على اسم مرشح، ونذهب بعد ذلك الى جلسة لانتخابه»، بحسب تعبيره أمامهم.
وحتى الآن، هناك احتمال قوي بوصول الموفد الفرنسي جان ايف لودريان، خلال ايام، الى العاصمة اللبنانية لاستشفاف آخر الأجواء ومقاربتها بما لديه.
الوضع بشكل عام، بعد هذا الاجتماع، أقرب إلى التفاؤل حيث لم يظهر النقاش أي موقف سلبي تجاه الاسماء المطروحة للرئاسة، وهذا ما دفع الرئيس بري إلى وصف اللقاء بأنه «واعد»، وهذه الكلمة قلما استخدمها في تصريحاته، فالحل والربط هو محليا، عنده.
ولم يحمل السفراء معهم أي اسماء يعملون على تسويقها مع اشارتهم بأنهم لا يضعون «فيتو» على أي مرشح ولن يقدموا على تزكية اسم على حساب آخر.
وسيحمل السفراء بعد الانتهاء من جولاتهم على المعنيين، ما سينتهون اليه الى الموفد الفرنسي جان ايف لودريان، وشدد بري امامهم على أنه لا توجه لأي ربط بين انتخابات الرئاسة والحرب الدائرة في غزة والتهديدات الامنية في جنوب لبنان بل على العكس هذا الامر يشكل دافعا لانتخاب الرئيس.
ويترافق مع كل ما تقدم مع استمرار إطلاق التصريحات المدافعة عن البطريرك الماروني بشارة الراعي، عقب تعرضه لحملة تخوين بعد عظته الأحد المنصرم.
اذ أكدت النائب ستريدا جعجع، خلال ترؤسها اجتماع الهيئة الإدارية لـ «مؤسسة جبل الأرز»، في معراب، ان «الحملة التي يتعرض لها البطريرك الماروني بشارة الراعي لا تجوز، وهي موضع استهجان واستنكار كبيرين من قبلنا، لأنه أولا ومن حيث المبدأ، الهجوم على صرح وطني كبكركي وهامة وطنية كالبطريرك الراعي في هذا التوقيت بالذات الذي لبنان فيه بأمس الحاجة للحماية والاستقرار والوحدة بين أبنائه في وجه المخاطر المميتة التي تواجهنا، إنما يطرح الكثير من علامات الاستغراب. لذا، لا بد لنا من اعتباره مبنيا على خلفيات ملتوية لا تمت للمصلحة الوطنية العليا بصلة
بدوره، قال النائب بيار بو عاصي عبر منصة «اكس» إن: «هجمة حزب الله تستهدف البطريركية المارونية صانعة لبنان الكبير وضمانة وجود ودور أبنائه كافة. المستهدف هو سيادة الوطن وشراكة المسيحيين فيه. هدف الانقضاض على البطريرك الراعي هو القضاء على لبنان الحرية والاستقلال».
إلى ذلك، أعلن الجيش على منصة «X» أنه «في سياق مكافحة أعمال التسلل غير الشرعي والتهريب عبر الحدود البرية، أحبطت وحدات من الجيش خلال الشهر الحالي محاولات تسلل نحو 900 سوري عند الحدود اللبنانية - السورية».
هذا في حين أصدر مكتب شؤون الإعلام في الأمن العام بيانا عن بدء المديرية العامة للأمن العام التحضيرات لإطلاق قافلة عودة طوعية للنازحين السوريين في موعد يحدد لاحقا.
في الأثناء، اجتمع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع وزير الزراعة عباس الحاج حسن أمس. وقال الوزير بعد الاجتماع «وضعت دولة الرئيس في آخر تطورات الملفات الزراعية وتحديدا بعد الأزمات التي عصفت بالقطاع جراء العدوان الإسرائيلي المستمر منذ اكثر من ثلاثة اشهر، وأيضا العواصف المتتالية التي ادت إلى اضرار كبيرة سواء كان في الساحل او في الداخل. كما أطلعته على التحضيرات لتوقيع مذكرة تفاهم لبنانية ـ عراقية الاسبوع المقبل، حيث سيكون وزير الزراعة العراقي ضيف بيروت ولبنان. وفي هذا الإطار، أكد دولة الرئيس أن العلاقة مع العراق استراتيجية واخوية نظرا لتاريخ العلاقات بين البلدين وما يقدمه العراق من دعم للبنان».
وفي الميدانيات الجنوبية، شنت الطائرت الإسرائيلية غارات على الوادي والحرش بين حداثا ورشاف والطيري وبين حنين ورشاف، استهدف القصف المدفعي المعادي اطراف طير حرفا، الضهيرة، وأطراف علما الغربية وأطراف وادي حسن مجدلزون وأطراف الناقورة.