عادة يتم تفضيل الشراء على الإيجار عندما يتعلق الأمر بالسكن، فبالنسبة للبعض يعتبر الإيجار «إهدارا للمال»، وينظر للشراء باعتباره استثمارا، ويظل السؤال دائما أيهما أفضل الشراء أم الاستئجار؟
والحقيقة هي أنه ليست هناك إجابة واحدة واضحة عن هذا السؤال لأن الأمر نسبي، وليست التكلفة هي الاعتبار الوحيد، إذ إن هناك عوامل أخرى يجب النظر إليها عند اتخاذ القرار منها نمط الحياة، والعمل، والموقع المستهدف للسكن، ومدى الاستعداد للاستقرار على المدى الطويل.
إلى جانب وضع الاقتصاد، فيجب مراعاة أن التضخم يؤثر على تكلفة الإيجار وكذلك الفائدة في حال شراء العقار بأقساط أو رهن عقاري.
وذكر «تايلور كوفار» المدير التنفيذي لشركة «كوفار» لإدارة الثروات: ينظر أحيانا إلى تكلفة الإيجار على أنها إهدار للمال، لكن نادرا ما يتحدث الأشخاص عن كافة النفقات المرتبطة بشراء المنزل.
الامتلاك أم الإيجار
بالطبع امتلاك العقار يرتبط بنفقات منها الصيانة والاستعداد لحالات الطوارئ غير المتوقعة، وفي الوقت نفسه يقدم الإيجار إمكانية محدودة لإجراء تغييرات على المكان الذي تعيش فيه، لأن أي تحسينات ستتم إضافتها ستعود بالفائدة على مالك العقار في النهاية عند انتهاء فترة الإيجار، كما أن هناك عامل قلق كبيرا بين المستأجرين وهو ارتفاع تكاليف الإيجار.
كما ان امتلاك المنزل يتطلب التزاما أكبر عن الاستئجار من حيث الموارد المالية والوقت والعمل اللازم للبحث عن أفضل موقع بأفضل سعر، بالإضافة إلى أنه استثمار ومثل كافة الاستثمارات يمكن أن ترتفع أو تنخفض قيمته بمرور الوقت.
بالإضافة إلى ذلك كله، يمكن أن يؤدي عدم القدرة على سداد أقساط المنزل في النهاية إلى خسارته وخسارة الاستثمار الأولي، بينما عدم دفع الإيجار يؤدي في النهاية إلى إخلائه، ولكن دون خسارة استثمارات لأن الشخص ببساطة لا يمتلك العقار.
وبشكل عام، فإن امتلاك منزل يكلف أكثر من استئجاره على الأقل على المدى القصير، لذلك يحتاج المالكون للتفكير في المدة التي يخططون للبقاء فيها في مسكنهم وتقدير احتمالية زيادة قيمة العقار، كما أن للاستئجار ميزة أخرى، وهي أن المستأجر يستطيع التحرك بسرعة أكبر من مالك المنزل، وبالتالي يمكنه الاستفادة بشكل أفضل من فرص العمل الأعلى أجرا في الأماكن الأخرى.