«لو دامت لغيرك ما اتصلت إليك»، حكمة كتبت على قصر السيف العامر من قرن ونيف من الزمن، يراها كل من يمر على الطريق، وكأنه أريد بها تذكير الناس جميعا بطريق العمل والارتقاء به طريق وإن كانت ستدور الأيام وترحل منه. أنا هنا بصدد الحديث عن شخص قيادي في وزارة التربية قلما تجد له مثيلا، ودع وزارة التربية ليترك أثرا جميلا وماضيا أجره إلى يوم القيامة، وهو المربي الفاضل الأستاذ أنور العبدالغفور مدير إدارة التعليم الديني السابق الذي تقاعد قبل أيام من هذه الوزارة المهمة وهذا القطاع الرئيس في وزارة التربية.
لقد أضاف الأستاذ أنور للتعليم الديني في الكويت بصمات رائعة، فقد كان يقود الإدارة بنظرية رائعة أتمنى أن تكون نبراسا لكل مسؤول في الدولة، وليس في وزارة التربية فقط، ألا وهي قيادة العمل بالحب المتبادل ما بين الموظف والمسؤول، فمكتبه لم يقفل ولم يرد لأي موظف طلبا ما دام هذا الطلب لا يؤثر على مصلحة العمل، وبالنسبة للمراجعين كان الأستاذ أنور يعطي دروسا يومية في استقبال المواطنين والتقرب إلى الله تبارك وتعالى بخدمتهم، فكلمة «ما يصير» لم تكن في قاموسه ما دام الأمر موافقا للأنظمة واللوائح.
إن أمثال هؤلاء المسؤولين يجب ألا يفرط بهم، فأخذ استشاراتهم في الخطط للعمل المستقبلي ليس ضروريا فقط، وإنما واجب، فالخلط بين الخبرة والشباب يكون لمصلحة الوطن والمواطن، وهذه دعوة للإخوة الوزراء الجدد، وهم في بداية عملهم أن يعلموا أن هذه هي الخلطة السرية في النجاح.