بقلم: ناصر العنزي
لو كانت أقدام الكوريين تعمل على «الديزل» لما قدموا كل هذا المجهود البدني في مباراتين متقاربتين امتدتا لشوطين إضافيين ولم يظهر على لاعبيه آثار تعب أو إعياء ليؤكد الكوريون أنهم، بالإضافة إلى قدراتهم الفنية العالية ومهارتهم الفريدة، قادرون على لعب مباراة ثالثة اليوم أيضا، والكوريون محظوظون بقائدهم سون هيونغ مين نجم توتنهام الإنجليزي الذي عاتب زملاءه على عدم قدرتهم على إيداع الكرة مرمى الأستراليين طوال «90 دقيقة» رغم سيطرتهم الميدانية وسرعتهم في التحول من اليمين الى اليسار ومهارتهم في اختراق خطوط الخصم، وتدخل سون في اللحظات الحاسمة ودار بالكرة بين لاعبي استراليا بمهارة شديدة وجلب ركلة جزاء في الوقت الإضافي (97) انبرى لها هوانغ هي تشان لاعب ولفرهامبتون الإنجليزي وأودعها المرمى، ثم عاد سون هيونغ مين وسجل هدفا يصعب وصفه بعدما تمعن جيدا في حائط الصد الأسترالي ومن خلفه حارسه ماثيو رايان حارس كوبنهاغن الدنماركي ثم أرسل الكرة في زاوية أضيق من فتحة الإبرة وطار بفريقه إلى مربع الكبار قبل أن يجر الأستراليون رجله إلى الركلات الترجيحية والتي يحسن الكانغارو تنفيذها كحال الكوريين المتخصصين بها، وكوريا تعتبر من أقوى فرق القارة الآسيوية ونجومها منتشرون في أندية العالم إلا أنها لم تحقق اللقب إلا في أول نسختين عامي «1956 و1960» ثم غابت طوال هذه السنين وكأنها فريق من الأشباح.
٭ الأردنيون «النشامى» سووها وبلغوا مربع الكبار الذهبي لأول مرة في تاريخهم بعدما تخطوا طاجيكستان إحدى مفاجآت البطولة بهدف وسط حضور جماهيري أردني كبير في ملعب أحمد بن علي وكأنهم في ستاد عمان، والحقيقة أن الجماهير الأردنية كانت الداعم الكبير لفريقها وأحد أسباب وصوله الى هذه المرتبة المتقدمة من التنافس، ويستحق المنتخب الأردني هذا الإنجاز بوجود كوكبة متميزة من اللاعبين، يتقدمهم عبدالله نصيب ويزن العرب ومحمود المرضي وموسى التعمري وعلي علوان ويزن النعيمات ونزار الرشيدان، بقيادة المدرب المغربي الحسين عموتة الذي حقق اكبر إنجاز للكرة الأردنية في بلوغ الدور نصف النهائي ومواجهة الكوريين الثلاثاء المقبل في مباراة طاحنة تتطلب من الأردنيين قوة وتحمل «جمل» للوقوف أمام الطلعات الكورية.