حذر خبراء من قيام إسرائيل بتدمير ممنهج للمباني بقطاع غزة في مسعى لإقامة منطقة عازلة، بحسب ما نقلت وكالة فرانس برس، ما يثير مخاوف بشأن التكلفة المدنية، بينما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ان حكومته لن توافق على اي اتفاق للإفراج عن المحتجزين لدى حماس «بأي ثمن».
وقامت القوات الإسرائيلية بتدمير ممنهج للمباني في قطاع غزة ما يؤشر إلى أن الخطة تقضي بالاستيلاء على جزء كبير من الأراضي في القطاع الصغير بالفعل، وهو أمر حذر منه الخبراء وحلفاء إسرائيل الأجانب.
وقال عدي بن نون، الأستاذ في الجامعة العبرية في القدس الذي يجري تحليلا مستمرا لما تلتقطه الأقمار الاصطناعية، إنه منذ أن 7 أكتوبر، قامت القوات الإسرائيلية باستهداف المباني الواقعة على بعد كيلومتر واحد من الحدود في غزة.
وأوضح أن أكثر من 30% من مجمل المباني في المنطقة تضررت أو دمرت خلال الحرب.
ويؤكد خبراء أن التهجير القسري لسكان غزة من المنطقة الحدودية إلى جانب أجزاء أخرى من القطاع، يمكن أن ينتهك قوانين الحرب.
وقالت نادية هاردمان، الخبيرة في حقوق اللاجئين في منظمة هيومن رايتس ووتش «نرى أدلة متزايدة على أن إسرائيل يبدو أنها تجعل أجزاء كبيرة من غزة غير صالحة للعيش».
وتابعت: «أحد الأمثلة الواضحة على ذلك قد تكون المنطقة العازلة - وهذا قد يرقى إلى جريمة حرب».
هذا وحذرت سيسيلي هيلستفيت من الأكاديمية النرويجية للقانون الدولي من «احتمال التطهير العرقي أو الترحيل أو عدم إعادة الإعمار حتى يضطر الفلسطينيون في نهاية المطاف إلى الخروج من المنطقة بالكامل».
ومن المرجح زيادة التدقيق في كل ما تقوم به دولة الاحتلال بسبب قرار محكمة العدل الدولية الشهر الماضي الذي دعا إسرائيل إلى منع ارتكاب أي عمل يحتمل أن يرقى إلى «إبادة جماعية» في غزة.
من جهة أخرى، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، إن تل أبيب لن توافق على أي اتفاق للإفراج عن المحتجزين لدى «حماس» في قطاع غزة، «بأي ثمن».
وأضاف نتنياهو أنه خلال العملية العسكرية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، قام بتصفية 17 كتيبة من أصل 24 كتيبة تابعة لحماس.
وبخصوص الجدل القائم حول العلاقات الأميركية - الإسرائيلية ودور واشنطن في دعم تل أبيب، قال نتنياهو إنه لا يحتاج إلى مساعدة لإدارة علاقته مع الولايات المتحدة، مؤكدا أنه يقدر بشدة دعم الإدارة الأميركية بقيادة الرئيس جو بايدن لإسرائيل، مشيرا إلى أن ذلك لا يعني أنه لا يوجد خلافات بينهم.
وعن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» قال نتنياهو، انها جزء من المشكلة وليس الحل وحان الوقت لاستبدالها بكيانات أخرى.
وتأتي تصريحات نتنياهو إثر انتقاد وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير إدارة بايدن، متهما إياها بـ «عرقلة المجهود الحربي الإسرائيلي في غزة»، فيما أثنى على الرئيس السابق دونالد ترمب، معتقدا أنه «كان سيمنح إسرائيل حرية أكبر للقضاء على حركة حماس»، وذلك في مقابلة مع صحيفة «وول ستريت جورنال».
وواصل بن غفير انتقاده لبايدن قائلا: «بدلا من أن يقدم لنا الدعم الكامل، فإنه مشغول بتقديم المساعدات الإنسانية والوقود لغزة»، مشيرا إلى أن المساعدات تذهب إلى حماس.
وعندما سئل عما إذا كان يفكر في إسقاط حكومة نتنياهو الحالية، قال بن غفير إنه ليس في عجلة من أمره لاتخاذ إجراء قد يؤدي على الأرجح إلى تشكيل حكومة يسارية بقيادة زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، أوعضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس.
وقال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إن نتنياهو: «على مفترق طرق، وعليه أن يختار الاتجاه الذي سيذهب إليه».
من ناحية ثانية، نقلت صحيفة هآرتس عن ديبلوماسي قوله إن الاتحاد الأوروبي يدرس اتخاذ خطوات ضد المستوطنين المسؤولين عن أعمال عنف بالضفة الغربية المحتلة.وذكر الديبلوماسي أن القرار الذي اتخذته الولايات المتحدة بهذا الخصوص قد يسرع التوصل إلى قرار في الاتحاد الأوروبي، مرجحا أن تشمل العقوبات حظر الدخول إلى دول الاتحاد وتجميد الأصول.
ميدانيا، قتل العشرات في قصف استهدف مختلف أنحاء قطاع غزة بعدما أكدت حماس أنها ستحتاج مزيدا من الوقت لدراسة مقترح يهدف لإيقاف حربها مع إسرائيل.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة أمس عن ارتفاع إجمالي حصيلة القتلى الفلسطينيين إلى 27365 منذ بدء حرب إسرائيل على القطاع في السابع من أكتوبر الماضي.
وأفادت الوزارة في بيان، بمقتل 127 فلسطينيا وإصابة 178 آخرين في قطاع غزة خلال 24 ساعة جراء هجمات إسرائيلية.
وأوضح البيان أن ذلك يرفع حصيلة حرب إسرائيل على قطاع غزة إلى 27365 قتيلا و66630 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
يأتي ذلك فيما استمر القصف الإسرائيلي الجوي والمدفعي في معظم أنحاء القطاع، بحسب مصادر فلسطينية أمنية.