ما إن يمر اسبوع إلا وتعلن وزارة الداخلية عن ضبط كميات كبيرة من المواد المخدرة وعشرات الآلاف من الحبوب المخدرة، وآخر ما تم الإعلان عنه خلال الأسبوعين الماضين ضبط 37 كيلوغراما من المخدرات بحوزة متهمين، وأحدثها مصادرة 6 كيلوغرامات حشيش وشبو و5 كيلوغرامات بودرة لاريكا، و133 ألف حبة مؤثرات عقلية.
استهداف دول الخليج ليس بجديد على مافيا المخدرات، والأسباب في ذلك معلومة وأهمها الوفرة المادية ورغبة شريرة في استهداف ثروة دولنا البشرية.
الأرقام التي تعلن سواء من جهة المضبوطات وأعداد تجار تلك السموم تدعونا للتكاتف وأن نقرع أجراس الخطر، ولابد ان تحظى قضية المخدرات بجهد أكبر باعتبارها قضية مصيرية، وأن نعمل معا سواء كنا أشخاصا او جمعيات ببذل جهد إضافي لمحاربة آفة العصر ومن يقفون وراءها في أي بقعة من العالم لتقليص المعروض من هذه السموم المخدرة وعلاج من قادتهم هذه السموم إلى طريق الإدمان.
الاهتمام الكويتي بملف المخدرات لم يقتصر على الداخل، لأن قضية المخدرات عابرة للحدود وإنما بدأت تنشئ مكاتب متخصصة في بعض الدول لمنع دخول المخدرات، ولعل إحباط تهريب كمية كبيرة من المخدرات من دولة لبنان قبل أسابيع خير دليل على جهود
«الداخلية»، وتعزيز الرقابة على المنافذ لأنه متى ما أحكمنا السيطرة على منافذ الجلب جففت منابع هذه الآفة في الداخل بما لا يمكن الفئة الضالة من مهربي المخدرات تدمير ثروتنا الأهم.
كما يجب على وزارات التربية والأوقاف والإعلام والصحف وجمعيات النفع العام العمل كفريق واحد وهدف مشترك بإقناع المتعاطين بالتوقف، والانخراط في البرامج العلاجية والتأهيلية والترغيب في العلاج لكل من سقط في براثن الآفة المدمرة، كما تحتاج من أرباب الأسر التدقيق في سلوكيات الأولاد، خاصة المراهقين والشباب من الجنسين واكتشاف أي تغييرات قد تطرأ عليها ترتبط بتعاطي المخدرات، ولا بأس من الاقتراب منهم أكثر ومعرفة من يصاحبون لأن الصاحب ساحب، كما تتطلب التوسع في الرعاية الطبية للمدمنين على أن يخرج الشاب أو الفتاة بكامل التعافي، هذا إلى جانب تكثيف الحملات الأمنية ضد مهربي ومروجي وتجار المخدرات وضبطهم وتقديمهم للعدالة وسرعة إصدار الأحكام وتنفيذها.
من يدقق في الغالبية العظمى من الجرائم يلحظ انها ترتكب تحت تأثير المواد المخدرة او بسبب المخدرات، مع التذكير بأن تلك السموم تهيئ من يتعاطاها بأن يحلق ويعيش في غير عالمنا، لذا يكون تصرفه بخلاف الطبيعة الإنسانية وبعيدا كل البعد عن قيم التسامح والعفو وتجنب إيذاء الغير.
تعاطي المخدرات ليس مرتبطا فقط بقضايا العنف، بل لها ارتباط وثيق بقضايا السرقات وطلب الرشوة وغيرها من القضايا، حفظ الله الكويت من كل مكروه.
آخر الكلام
كل التوفيق إلى اللواءين يوسف الخدة ووليد الطراروة والعميد فيصل المكراد لتعيينهم وكلاء مساعدين بالتكليف، ونأمل من اللواء الخدة تكثيف الانتشار المروري خاصة في المناطق التي تشهد استهتارا ورعونة لخطورة هذه المخالفة على مستخدمي الطرق وأيضا على الشاب والأحداث، ونتمنى من أولياء الأمور عدم إعطاء مركباتهم لأبنائهم غير البالغين لأنهم بهذه الخطوة يعرضونهم لأخطار جسيمة، ومع بدء موسم الدراسة على قائدي المركبات الخروج مبكرا بعض الشيء تجنبا لإحداث ضغط على الطرقات وقت الذروة.