الدوحة - فريد عبدالباقي
يحتضن ستاد أحمد بن علي مواجهة تحبس الأنفاس تجمع بين منتخبي الأردن وكوريا الجنوبية المقرر لها في الـ 6 مساء اليوم، ضمن مباريات الدور نصف نهائي لبطولة كأس آسيا قطر 2023.
ويأمل منتخب «النشامى» في مواصلة كتابة التاريخ خلال هذه النسخة من البطولة، التي تعتبر الأفضل له، بعد تأهله إلى الدور نصف النهائي لأول مرة في تاريخه، إثر فوزه على منتخب طاجيكستان بهدف نظيف، وقبل ذلك نجح في تخطي عقبة نظيره المنتخب العراقي بنتيجة 3-2، في الدور ثمن النهائي على ستاد خليفة الدولي.
وكان المنتخب الأردني صعد من دور المجموعات، عندما حل ضمن 4 منتخبات حققت أفضل مركز ثالث، جامعا 4 نقاط في المجموعة الخامسة بعد الفوز على ماليزيا بـ 4 أهداف دون رد، ثم تعادل مع كوريا الجنوبية ٢ - ٢، قبل الخسارة أمام البحرين في الجولة الثالثة والأخيرة ٠ - ١.
وضرب المنتخبان موعدا جديدا بينهما، بعدما التقيا في دور المجموعات ضمن الجولة الثانية على ستاد الثمامة، وانتهت المواجهة بالتعادل الإيجابي 2-2، وتأتي مواجهة اليوم بمثابة «حلم العمر» للأردنيين من أجل تحقيق الفوز والوصول إلى المباراة النهائية على ستاد لوسيل المونديالي السبت المقبل.
في المقابل، وصل المنتخب الكوري الجنوبي إلى هذه المرحلة بفوزه على أستراليا 2-1 في الدور ربع النهائي، وقبل ذلك تخطى عقبة منتخب السعودية بركلات الترجيح (4-2)، وفي مرحلة دور المجموعات صعد منتخب كوريا الجنوبية بحلوله ثانيا في المجموعة الخامسة برصيد 5 نقاط، من الفوز على البحرين 3-1، والتعادل مع الأردن وماليزيا.
والتقى المنتخبان في 6 مواجهات سابقة بجميع البطولات، فازت كوريا في ثلاث، وتعادلا في مثلهما. إلى ذلك، كلفت لجنة الحكام الآسيوية طاقم تحكيم إماراتي بقيادة حكم الساحة الدولي محمد حسن لإدارة المباراة، ويضم الطاقم الإماراتي الدولي للمباراة محمد يوسف (مساعد أول)، وحسن المهري (مساعد ثان)، عمر آل علي (حكم فيديو).
عموتة: مواجهة صعبة.. و نفتقد العجالين وعلون
شدد المدرب المغربي لمنتخب الأردن الحسين عموتة على صعوبة المواجهة التي تنتظرهم أمام كوريا الجنوبية، وقال: «إن المنتخب الكوري يعتبر من المرشحين للفوز باللقب قبل بداية البطولة، لكننا في المقابل لن نتنازل عن تحقيق حلمنا بالوصول إلى المباراة النهائية». وأكد عموتة أن اللاعب موسى التعمري سيكون جاهزا لخوض المواجهة المقبلة بعدما حصل على راحة من التدريبات التي أعقبت المباراة الماضية أمام طاجيكستان، بسبب الإصابة البسيطة التي لحقت به، ومن المنتظر أن يتواجد اللاعب ضمن قائمة المنتخب في المباراة، كما أن بقية العناصر ستكون في حالة جاهزية لخوض المواجهة، كما أعلن عن غياب كل من سالم العجالين، وعلي علون بسبب تراكم البطاقات. وأشار عموتة إلى أن المواجهة تحتاج إلى مجهود بدني كبير، والتزام تكتيكي من قبل اللاعبين، وسيكون الجانب البدني مهما للغاية.
كلينسمان: الضغوط العالية تدفعنا لتحقيق اللقب
اعترف المدرب الألماني لمنتخب كوريا الجنوبية يورغن كلينسمان، بصعوبة المواجهة التي تنتظره مع منتخب الأردن اليوم، وقال: «بطبعي لا أنظر إلى الماضي، وإنما إلى الحاضر والمستقبل، وأشعر بأنني محظوظ للغاية بصفتي مدربا لمنتخب رائع، وسنطوي صفحة المباريات الماضية بكل ما حملته من تفاصيل ودقائق عصيبة ومثيرة، وسأسعى إلى منح منتخب كوريا الجنوبية كل معرفتي وخبرتي، ولدي طموح بتحقيق اللقب بعد غياب طويل، وقد تعاملنا مع كل مباراة بطموح مختلف، نشعر بالضغوط التي تعد شيئا إيجابيا قد يدفعنا للقتال لتحقيق الإنجاز». وقدم المدرب الألماني نصيحة للاعبيه، قائلا: «نصيحتي للاعبي كوريا الجنوبية أن يبقوا مرتاحين، وأن يبتعدوا عن وسائل الإعلام، أو أي شيء يشتت أذهانهم، وأعتقد أنهم أصحاب خبرة ويسعون للوصول إلى النهائي».
التعمري.. مهّد طريق الشباب الأردني إلى أوروبا
يمثل الجناح موسى التعمري، أول لاعب من بلاده يحترف في الدوري الفرنسي لكرة القدم، وتحديدا في صفوف مونبيلييه منذ الصيف الماضي، بارقة أمل للاعبي بلاده الطامحين للاحتراف الخارجي لاسيما في القارة العجوز.
ولا شك أن النتائج الرائعة التي حققها منتخب النشامى في نهائيات كأس آسيا المقامة حاليا في قطر وبلوغه الدور نصف النهائي قد تكون جواز سفر بعض لاعبيه الذي تألقوا في المسابقة القارية إلى أندية أوروبية.
وقال التعمري (26 عاما) لوكالة فرانس برس: «بالتأكيد التأهل إلى نصف النهائي بكأس آسيا سيضاعف طموحات اللاعبين للاحتراف خارجيا»، مضيفا: أتحدث دائما حول أن الاحتراف الخارجي من شأنه أن يجعل منتخباتنا في مستوى عال.
وتابع التعمري الذي خاض تجربتين أوروبيتين أيضا في صفوف أبويل القبرصي ولوفان البلجيكي قبل الانتقال إلى مونبيلييه «أتمنى أن يجد كل لاعب أردني فرصته في الاحتراف في أوروبا وأن يوفق بمشواره».
وشدد على أن «الالتزام والعقلية والانضباط أمور مهمة جدا، وهي الأساس في الاحتراف، وإذا افتقدتها فلا يمكن أن تنجح».
وعموما يدافع الأردنيون عن ألوان أندية في السعودية وقطر وغيرهما، لكن قلة منهم انتقل إلى ناد أوروبي. وعن سبب ذلك قال التعمري في تصريحات سابقة لموقع رابطة الأندية الفرنسية «مرد ذلك أن الأندية الأوروبية لا تشاهد المباريات في الأردن، إذا جاؤوا لمشاهدتنا فسيقومون بالتعاقد مع الأردنيين».
وأضاف «لدينا الكثير من اللاعبين الجيدين للغاية، ومن مهامي أيضا إظهار ما يستطيع الأردنيون فعله. عندما كنت في بلجيكا استعان لوفان بلاعبين من الأردن، سارت الأمور بشكل جيد بالنسبة لهما، لكنهما لم يتمكنا من البقاء لأسباب إدارية، وفي قبرص قام أبويل أيضا بضم أردني آخر، لكنه لم يعد موجودا في أوروبا بعد أن انتقل إلى أذربيجان».
مشاعر لا تصدق تعد مسيرة التعمري بمنزلة شهادة على شغفه باللعبة وسعيه إلى تحقيق حلمه بلا هوادة منذ مداعبته الكرة للمرة الأولى بعمر ست سنوات. وقال في هذا الصدد بمقابلة مع صحيفة «جوردان تايمز» في مايو الماضي «حلمت أن أصبح لاعب كرة قدم محترفا منذ أن كنت في السادسة من عمري».
وعن تجربته الاحترافية في أوروبا، قال التعمري «مع أبويل، كنت محظوظا بما يكفي للعب في دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي ومواجهة فرق مثل أياكس الهولندي وإشبيلية الإسباني اللذين فزنا عليهما على أرضنا، هذه مسابقات ومباريات تمنحك مشاعر لا تصدق».
وقد بدأ اللاعب مشواره في صفوف نادي شباب الأردن، وتوج معه بلقب درع الاتحاد عام 2017، ومنه انتقل إلى نادي الجزيرة على سبيل الإعارة، ولفت أنظار أبويل نيقوسيا صيف 2018 ووقع عقدا مدته 3 مواسم، حيث ساعد فريقه على الفوز بلقبي كأس «السوبر» والدوري المحليين في 2019، واختير أفضل لاعب في الدوري في موسمه الأول معه.
وبعد عامين انتقل التعمري إلى صفوف لوفان مقابل 1.1 مليون يورو في أكتوبر 2020 لمدة ثلاثة مواسم سجل في صفوف الفريق البلجيكي 10 أهداف في 86 مباراة على مدار 3 مواسم فجذب أنظار نادي مونبيلييه الذي تعاقد معه في صفقة انتقال حر الصيف الماضي وسجل له ثلاثة أهداف في 16 مباراة.