بقلم: ناصر العنزي
لماذا لا يستطيع الأردن هزيمة كوريا الجنوبية اليوم والتأهل إلى المباراة النهائية، هل الكوريون يلعبون بحارسين وبقية الفرق بحارس، هل الكوريون يحق لهم تبديل 11 لاعبا بين الشوطين ولا يحق لغيرهم، هل أقدام الكوريين من فولاذ وغيرهم من خشب؟! نعم المنتخب الكوري فريق قوي، لكنه ليس الفريق الذي لا يهزم في هذه البطولة، والأردنيون قادرون على مقارعته وتحديه والفوز عليه، الترشيحات قبل مواجهة اليوم أغلبها تنصب لصالح الكوريين عطفا على تاريخه المشرف في آسيا، وتمثيله الدائم لها في بطولات كأس العالم، وتواجد لاعبيه بكثرة في دوريات إنجلترا، وألمانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وهولندا، وفي مقدمتهم نجم توتنهام سون هيونغ مين، إلا أن ذلك لا يمنحه أحقية الفوز قبل إطلاق الصافرة اليوم، ومثلما نقول «الكلام مأخوذ خيره»، الكوريون في آخر مباراتين لم يسجلوا إلا بعد الدقيقة «90»، وهذه نقطة سلبية بحق الفريق، رغم تفوقه في الميدان واستحواذه على الكرة، والفريق الذي يسجل في الوقت الضائع المحتسب في مباراتين متتاليتين يمكن احتواؤه والتغلب عليه.
٭ الأردنيون ومدربهم المغربي الحسين عموتة أمامهم فرصة تاريخية لن تتكرر، فطريقهم واحد «لا يمين ولا يسار» فإن حادوا عنه خسروا، والمنتخب الأردني بعناصره الحالية أفضل من مثله في بطولات آسيا، ويملك عناصر مميزة ذات «نفس» هجومي وقدرة على اختراق دفاع الخصوم، وأبرزهم موسى التعمري، وعلي علوان، ويزن النعيمات، مثلما حصل في مباراة العراق في ربع النهائي، وهي أفضل مباراة لعبها الأردن حتى الآن، والتعامل مع الكوريين لا يخفى على المدرب عموتة ولاعبيه فهم أسرع من يتحرك بالكرة، ومصدر خطورتهم قائدهم الملهم سون هيونغ مين.
٭ مدرب كوريا الألماني يورغن كلينسمان (63 سنة) من نجوم منتخب «المانشافت» وحقق معه كأس العالم 1990، وكأس أوروبا 1996، وامتاز باقتناص الأهداف بمهارة، والمدرب الحسين عموتة (55 سنة) لاعب وسط مثل منتخب المغرب قبل أن يتجه الى التدريب، وعمل لفترة طويلة في قطر، ثم تولى تدريب المنتخب الأردني في يونيو 2023، وتمكن المدربان من بلوغ مرحلة متقدمة من المنافسة فمن سيتمكن من الآخر اليوم؟ وما زالت ابتسامة كلينسمان بعد هدف ماليزيا الثالث في مرمى فريقه «لقطة» البطولة حتى الآن.