باتت المضيفة كوت ديفوار «تبحث عن لقب» كأس أمم أفريقيا بعد عودة درامية وملحمية أوصلتها إلى نصف النهائي حيث تواجه الكونغو الديموقراطية الصلبة اليوم، فيما تتبارز نيجيريا المرشحة لنيل اللقب الرابع مع جنوب أفريقيا، حيث يلعب الفائزان في نهائي البطولة الأحد المقبل على ملعب الحسن واتارا في مدينة أنياما شمال العاصمة أبيدجان، فيما يلعب الخاسران السبت المقبل لتحديد المركز الثالث على ملعب فيليكس أوفويت بوانيي في وسط أبيدجان.
وتعبر المباراتان عن الانقسام اللغوي البارز في القارة، واحد فرانكوفوني يجمع الناطقتين بالفرنسية كوت ديفوار (المتوجة في 1992و2015) والكونغو (البطلـــــة في 1968و1974) وآخــــــر يجمع الناطقتـــــين بالإنجليزية نيجيريا (البطلة في 1980و1994و2013) وجنوب إفريقيا (البطلة في 1996).
في اللقاء الأول، تأمل كوت ديفوار أن تواصل عودتها القوية، فبعدما انتظرت المباراة الأخيرة بدور المجموعات لتحجز آخر البطاقات الأربع المخصصة لأصحاب أفضل مركز ثالث، جردت السنغال من لقبها في ثمن النهائي بالفوز عليها بركلات الترجيح 5-4 بعد معادلتها في الدقائق الأخيرة، ثم حققت فوزا ملحميا على مالي القوية 2-1 بعد التمديد، علما أنها لعبت 75 دقيقة منقوصة.
وأثبت المدرب الموقت إيميرس فاييه (40 عاما) الذي تولى القيادة إثر إقالة الفرنسي جان لوي غاسيه بعد الخسارة المذلة أمام غينيا الاستوائية 0-4 في دور المجموعات، جدارته، فساهمت تغييراته في قلب المباراتين، مع تسجيل بدلائه للأهداف، وأشاد فاييه بعد لقاء مالي بلاعبيه قائلا: «لم يستسلموا، هذه الروح الانتصارية جعلتنا نبحث عن البطولة الآن».
لكن المدرب يواجه موقفا صعبا، إذ يخوض نصف النهائي دون مدافعه اوديلون كوسونو (23 عاما) الذي بدأ المشاركة بعد توليه المسؤولية، ومهاجمه اليافع عمر دياكيتيه (20 عاما) صاحب هدف الفوز القاتل، لطردهما في لقاء مالي، إضافة إلى القائد سيرج أورييه والمهاجم كريستيان كواميه بسبب الإيقاف لتلقيهما الإنذار الثاني في المباراة الاخيرة. لكن فاييه ورجاله لن يكونوا في نزهة أمام قوة وصلابة «فهود» الكونغو الديموقراطية الذي حقق انتصارا صريحا في ربع النهائي على غينيا 3-1، هو الأول له بعد 4 تعادلات.
وأمام كوت ديفوار المتسلحة بعودة الروح وجمهورها المتحمس، يعول المدرب الفرنسي سيباستيان دوسابر الذي يميل عموما للتحفظ الدفاعي على خبرة وتألق مدافع مرسيليا الفرنسي شانسيل مبيمبا ومهاجم برنتفورد يوان ويسا اللذين سجلا أمام غينيا. كما يأمل أن يعرف مهاجم غلطة سراي التركي سيدريك باكامبو طريق الشباك مجددا في أهم مباريات المنتخب بالبطولة.
وعلى ملعب السلام في بواكي، تصطدم نيجيريا الصلبة دفاعيا، مع جنوب أفريقيا بقيادة بيرسي تاو مهاجم الأهلي المصري وأفضل لاعب داخل أفريقيا في 2023، وكذلك الحارس العملاق رونوين وليامز الذي خلد اسمه في سجلات البطولة بعد تصديه لـ4 ركلات ترجيح أمام منتخب الرأس الأخضر في ربع النهائي. وواصلت نيجيريا أداءها المتوازن الذي يجمع بين الحدة الهجومية والصلابة الدفاعية، حيث حافظت على نظافة شباكها للمباراة الرابعة تواليا، في استمرار لنهج مدربها البرتغالي جوزيه بيسيرو الذي أعلن مرارا أن هدفه «عدم استقبال الأهداف أولا». لكن «النسور الممتازة» قد تتعرض لصفعة قوية بحال غياب مهاجمها فيكتور أوسيمين، أفضل لاعب في القارة لـ2023، الذي يعاني من آلام في البطن بحسب ما أفاد المتحدث باسم المنتخب كما انه لم يسافر مع باقي أعضاء الفريق إلى بواكي، حيث ستقام المواجهة المرتقبة.
في الجهة المقابلة، يأمل البلجيكي هوغو بروس الذي يعتمد على تشكيلة أساسية تضم 8 من لاعبي فريق ماميولدي صنداونز، أن يستعيد تاو بريقه الذي خفت كثيرا خلال لقاء الرأس الأخضر الذي انتهى سلبا قبل أن يحسمه الحارس وليامز بتألقه في ركلات الترجيح.
ومن المتوقع أن يتنافس المنتخبان على بطاقة التأهل المباشر من مجموعتهما (الثالثة) في نصفيات كأس العالم 2026.