بيروت ـ داود رمال
دعا المجلس السياسي للتيار الوطني الحر في اجتماعه الشهري الدوري برئاسة النائب جبران باسيل «جميع القوى للنظر إلى الاستحقاق الرئاسي على أنه استحقاق لبناني داخلي فيجب ألا ينتظروا لا معادلات المنطقة ولا الخارج لحل شأن سيادي، لأن ما يحصن الداخل اللبناني لمواجهة تحديات الخارج هو اعادة تكوين السلطة بمشاركة وتوافق المكونات اللبنانية كافة»
وحدد الدعوة إلى «حوارات بين اللبنانيين ينتج عنها التوافق على انتخاب رئيس مؤهل بمواصفاته لقيادة المرحلة المقبلة وفق برنامج اصلاحي يتفق عليه مع حكومة إصلاحية تتعاون مع المجلس النيابي لإقرار التشريعات الإصلاحية».
ولفت إلى «ان التيار يتابع باهتمام كل مساعي التهدئة في غزة ويأمل ان تؤدي إلى وقف للعدوان بما يثبت مسارا تفاوضيا جادا لمعالجة جميع عناصر الأزمة وصولا إلى قيام دولة فلسطينية حرة. ويدعو التيار إلى اليقظة الدائمة من قيام إسرائيل بأعمال عدوانية غير محسوبة نتيجة وصولها إلى حائط مسدود في حربها ضد الفلسطينيين الصامدين في غزة. فإسرائيل دمرت وهجرت لكنها لم تحقق أيا من اهدافها المعلنة. وهذا الاخفاق قد يقود نتنياهو إلى سلوك مغامرات على مسارات اخرى بحثا عن انتصارات لن تتحقق. وعليه يدعو التيار اللبنانيين إلى مزيد من الحكمة لتفويت الفرصة على بنيامين نتنياهو للقيام بأي حماقة تجاه لبنان».
واعتبر «ان مسار جلسة الهيئة العامة في مجلس النواب لإقرار مشروع قانون الموازنة وما تخللها من صخب وارتجال أعطى أسوأ صورة عن عملية التشريع في لبنان، فالالتباسات الكثيرة جعلت النواب والمواطنين في حال من الضياع فلم يفهموا لا كيف صوت النواب ولا كيف اقرت البنود وماهية بعضها. ومن المؤسف أن يتم بعض التشريع شفهيا دون نصوص وسط الصراخ والفوضى لتتم صياغتها لاحقا بعد الجلسة وخارج قبة البرلمان، اي مركز التشريع، بما لا يعكس أبدا النقاش الحقيقي، فتقر بعض البنود على غير حقيقتها».
وتوقف «باستهجان ايضا عند أسلوب حكومة تصريف الأعمال ورئيسها في ضرب الدستور وضرب صلاحيات رئيس الجمهورية وأعلن رئيس الحكومة في الجلسة ان له حق السلطة وحق القيادة على الوزراء والإدارات والمؤسسات العامة وهو امر مناقض للميثاق وللدستور، ومدمر لوثيقة الوفاق الوطني في الطائف. وقد عبر رئيس التيار بدقة في كلمته التي ألقاها في الجلسة عن واقع الفوضى الدستورية حيث يبقى للتيار شرف الاصرار الدائم على الحفاظ على الدستور والقوانين وعلى مشروع الدولة».